كتبت طفلة سورية صغيرة رسالة وجهتها لمجهول بعدما نجت من مجزرة كرم الزيتون في حمص، وأكدت أنها لن تنسى ما شاهدت وسمعت في بلدها، ولن تذهب صور أصدقائها من ذاكرتها ولا من حياتها. وقالت الطفلة الناجية من كرم الزيتون في رسالة عنونتها ب"قصة عن كرم الزيتون"، ولونت الرسالة بالأزرق والأحمر كعادة الأطفال عندما يتعلمون الكتابة: "لقد قتلوا الأطفال ومزقوا الدمى التي كانوا بها يلعبون.. الله يخلي كل الثوار، نحنا أهل كرم الزيتون ما مننهان". وأضافت في رسالتها: "راجعين على كرم الزيتون بإذن واحد أحد". جدير بالذكر أنه وقبل خمسة أشهر شهدت سوريا مذبحة كرم الزيتون في حمص، وقبل خمسة أشهر قتل ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين الثمانية أشهر وتسعة أعوام، وقطعت أشلاؤهم حتى الموت. ويشير مراقبون إلى أنه كان من الممكن أن يكون لأولئك الأطفال غد ومستقبل، وكان من المتوقع أن تهزَّ تلك المجرزة العالم كما زلزلته مجزرة الحولة ومجزرة القبير اللتين وقعتا مؤخرًا. ورأى المراقبون أنه عندما وقعت هذه المجزرة لم يكن المجتمع الدولي جاهزًا بعد لتبني رد فعل حقيقي على مجازر النظام الأسدي بأطفال سوريا. ويبقى أطفال كرم الزيتون والحولة والقبير دليلاً لا يسقط بالتقادم على تآمر المجتمع الدولي على الثورة السورية وأطفالها وشبابها. يشار إلى أن صحيفة بريطانية نشرت أن الأوضاع في سوريا تتجه للأسوأ بسبب عناد الأسد ودعم روسيا والصين له. وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية: إن دمشق تحولت إلى مدينة تتوقع حدوث الأسوأ ولا ترى طريقًا لتجنبه، فالحرب تتسارع في جميع أنحاء البلاد، والمعارضة تتحدث عن تصعيد الهجمات في المدينة، ويمكن أن تفعل ذلك ببساطة خلال الأسابيع القادمة. وربطت الصحيفة بين تصاعد الأحداث في سوريا والمحادثات التي جرت بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، التي تعد أقوى حليف لنظام بشار الأسد السوري، وقالت: إن الأدلة التي تؤكد تصاعد الصراع الدموي في سوريا أضفت أهمية ملحة لتلك المحادثات، وذلك بعدما أعلن الجيش السوري الحر تخليه عن خطة السلام التي طرحها مبعوث الأممالمتحدة كوفي عنان، وقال: إنه قتل بالأمس على الأقل 80 من القوات الحكومية في شمال البلاد. وأشارت الصحيفة إلى استمرار روسيا والصين في إعاقة اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد سوريا من قبل مجلس الأمن الدولي، والتي ربما تفتح الطريق لتدخل عسكري أجنبي. وأضافت الإندبندنت أنه خلال القمة التي أجريت في بيتسبرج مع مسئولي الاتحاد الأوروبي، ومن بينهم رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المتمردين في سوريا مسئولون عن كثير من أعمال العنف، وانتقد العقوبات، وقال: إن التسوية السياسية لا يجب أن تفرض من الخارج.