قال ضابط أميركي في أفغانستان إن الجيش الأميركي ووزارة الدفاع (بنتاغون) قدما صورة غير واقعية لما حققه التحالف الدولي في هذا البلد، وأخفوا تقصير الحكومة الأفغانية، وذلك ضمن سلسلة من الانتقادات التي تواجهها الولاياتالمتحدة التي أعلنت سحب قواتها من أفغانستان بنهاية عام 2014. وكتب العقيد دنييل ديفيس مقالا في صحيفة القوات المسلحة الأميركية بعنوان "حقيقة أكاذيب في أفغانستان: كيف خدعنا القادة العسكريون"، قال فيه إن "ما رأيته لا يشبه أبدا الوضع على الأرض الذي تصفه البيانات الرسمية للقادة العسكريين الأميركيين"، وأضاف "على العكس، لاحظت عدم وجود نجاح عملي في جميع المستويات". وأوضح ديفيس في مقاله، الذي بعث بنسخة منه للبنتاغون، أن المسؤولين المحليين في الحكومة الأفغانية لا يقومون بمهمتهم لدى الشعب، كما أن القوات الأفغانية تمتنع عن محاربة ما وصفه بالتمرد، واتهم هؤلاء المسؤولين بالتواطؤ مع حركة طالبان. وتساءل العقيد الأميركي الذي أمضى عاما في أفغانستان "كم من الأشخاص يجب أن يموتوا لمهمة لم تحقق نجاحا وهي مغلفة ببيانات تفاؤلية". وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ديفيس بخروجه هكذا عن الانضباط العسكري، يتوقع أن يتعرض للعقوبة التي قد تصل إلى إنهاء خدمته العسكرية. في المقابل، لم يشر المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل إلى عقوبات محتملة بحق ديفيس، موضحا أن له بكل وضوح "الحق في التعبير عن رأيه". وأكد ليتل أن تقييم البنتاغون للوضع في أفغانستان هو موضع "تحليل دقيق" استنادا إلى مصادر متعددة ولا يرتكز على رأي رجل واحد. ويأتي مقال الضابط الأميركي عقب يوم واحد من مقال للكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن وصف فيه إعلان الولاياتالمتحدة الانسحاب المبكر من أفغانستان بأنه "فشل ذريع وإعلان وفاة للحلم الأميركي في أفغانستان". وقال كوكبيرن في مقال بصحيفة ذي إندبندنت أون صنداي البريطانية إن الإعلان الأميركي، الذي جاء عقب قرار فرنسا بالانسحاب مبكرا، يبدو جزءا من الاندفاع المذعور للخروج، مشيرا إلى أن الخطوة الأميركية ستقنع العديد من الأفغان بأن المنتصرين هم طالبان وباكستان، وليس الحكومة الأفغانية. وأضاف الكاتب أن القرار الأميركي كان بمثابة إقرار بالفشل، مذكرا بأن الولاياتالمتحدة تملك تسعين ألف جندي وتنفق مائة مليار دولار سنويا، ولكنها عجزت عن هزيمة نحو 25 ألفا من طالبان التي لا تتلقى الدعم على الإطلاق. وكان تقرير صادر عن الأممالمتحدة يوم السبت الماضي قد أعلن أن أكثر من ثلاثة آلاف مدني قتلوا خلال عام 2011 في الحرب الدائرة في أفغانستان، وهو خامس عام على التوالي يرتفع فيه عدد ضحايا القتال الذي أودى بحياة ما إجماليه نحو 12 ألف مدني منذ عام 2007.