كنا - ولا زلنا- نطالب بزيادة الاهتمام بالمناطق الشمالية كما الجنوبية، فالمناطق الشمالية خصوصاً الواقعة على الطريق الدولي هي واجهة لهذا الوطن، يقيس كثير من المارين بها - وهم كثر- نهضة هذا الوطن من خلال نهضتها، وكم سمعنا عبارات الاستغراب قبل سنوات من كون هذه الأماكن جزءاً من بلد الخير والعطاء. الآن الوضع تغير بصورة كبيرة فمن يسلك طريق الشمال الدولي بعد انقطاع أعتقد أنه لن يعرف كثيراً من القرى والمدن الواقعة عليه بداية من شعبة نصاب ومروراً بروضة هباس ثم مدينة رفحاء وطلعة التمياط والعويقيلة وحتى عرعر وحزم الجلاميد وطريف. بل لا أبالغ لو قلت: إن هناك مدناً يتمنى أهلها لو كان لديهم جزء مما لدى القرى الشمالية من تميز وإبداع، فقد تحولت أكثر هذه البلدات الصغيرة خلال سنوات قليلة من بلدات بلا خدمات تفتقد حتى الكهرباء إلى جواهر جميلة منثورة على طريق الشمال، بمداخل جميلة وممرات مشاة ومناظر جمالية جميلة ومساحات خضراء تنتشر في كل جزء منها. مثل هذا الجهد المميز والراقي الذي يشرف الوطن ويخدم المواطن، يستحق الرجال القائمون عليه - من رجال عاملين في أمانة منطقة الحدود الشمالية ومديري بلديات سابقين ولاحقين- الشكر والثناء والتقدير، وفوق ذلك الدعاء أن يثبت الله قلوبهم ولا يزيغهم. من يسلك طريق الشمال الدولي بعد انقطاع أعتقد أنه لن يعرف كثيراً من القرى والمدن الواقعة عليه بداية من شعبة نصاب ومروراً بروضة هباس ثم مدينة رفحاء وطلعة التمياط والعويقيلة وحتى عرعر وحزم الجلاميد وطريف. الشكر والتقدير والدعاء الأكبر أيضاً لأولئك الجنود المجهولين في البلديات والذين قد لا تظهر أسماؤهم في الإعلام أو لا يجدون مكاناً يقفون فيه وسط جموع المصورين، ولكن ما عند الله خير وأبقى ولا شك. الميزة أني رأيت عملاً مؤسسياً لا يتوقف بنقل شخص أو تدوير منصبه كما رأيت تنافساً واضحاً وجميلاً بين البلديات الشمالية، فهناك جائزة للتميز البلدي سنوية باسم أمير المنطقة، تتنافس عليها هذه البلديات وتقيم أعمالها من خلال لجان مشكلة، ومن فروع هذه الجائزة: التميز في تطوير المنطقة القديمة، التميز في مضامير المشاة، التميز في الحدائق العامة، التميز في النظافة العامة، التميز في المجسمات الجمالية، بالإضافة إلى المركز الأول الذي ذهب هذا العام إلى بلديتي شعبة نصاب والعويقيلة، والعام الماضي إلى طلعة التمياط. أتمنى أن لا ييأس أحد فيتوقف العطاء والتميز، وأن يتم العناية أكثر باختيار المناظر الجمالية حتى تكون معبرة عن روح المنطقة، وأن تلحق باقي البلديات الشمالية التي لم تلحق حتى الآن. وليت وزارة الشؤون البلدية والقروية تفعّل تبادل الخبرات، لعل الجميع يتحرك كالشماليين. shlash2020@twitter