هل وصلت مسيرة التعاون بين دول الخليج العربي إلى ما يتطلع إليه قادة الدول وشعوبها؟.. سؤالٌ طرحه خادم الحرمين الشريفين في افتتاح قمة قادة دول الخليج رقم 33 أمس، في المنامة، فأثار معه الأذهان سعياً إلى إيجاد آليات تعظِّم الاستفادة من منظومة العمل الخليجي، التي بدأت قبل 31 عاماً، وأنجزت ما يستحق البناء عليه. بدت كلمات خادم الحرمين لإخوانه قادة دول الخليج، التي ألقاها نيابةً عنه أمس، ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، شديدة الصراحة، وأشبه بمحاولة لحث قادة دول الخليج على مساءلة النفس بصدقٍ وتجرد عن مدى التناسب بين مخرجات العمل الخليجي، وما يتمناه أبناء الدول الأعضاء في مجلس التعاون. وكانت الإجابة التي ذكرها خادم الحرمين في كلمته على نفس القدر من الصراحة، فما تحقق من إنجازات لا يرقى إلى مستوى الآمال والطموحات المعقودة. إن قمة المنامة تأتي في وقتٍ يترقب فيه الخليجيون ملف الانتقال من تعاون إلى اتحاد، باعتباره الوسيلة التي ستزيد من فاعلية المنظومة الخليجية، بحيث تحقق مخرجاتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية كامل احتياجاتهم. من أجل ذلك كان «اقتراح الاتحاد» الذي أعلن عنه خادم الحرمين منذ عام في قمة الرياض، وتحدث عنه أمس، حينما قال: «إننا نتطلع إلى قيام اتحاد قوي متماسك يلبي آمال مواطنينا من خلال استكمال الوحدة الاقتصادية، وإيجاد بيئة اقتصادية واجتماعية تعزز رفاه المواطنين، وبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة، تجنب دولنا الصراعات الإقليمية والدولية، وبناء منظومة دفاعية وأخرى أمنية مشتركة لتحقيق الأمن الجماعي لدولنا، وبما يحمي مصالحها ومكتسباتها، ويحافظ على سيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية». وبناءً على ما ورد في الجلسة الافتتاحية لقمة المنامة يُنتظر أن تفرض مبادرة الاتحاد نفسها بقوة على باقي جلسات القمة في ظل رغبة واضحة من كل مكونات «التعاون الخليجي» في رفع مستوى التكامل وصولاً إلى الوحدة.