تتنوع لغة الأدب في الفلبين بتنوع لغات أرخبيل الجزر الفلبينية التي تربو على الثمانين لغة ولهجة، إلاَّ أن هناك لغاتٍ رئيسية استوعبت وأنتجت المحتوى الأدبي الثري للفلبين وقدمته للعالم، وهي : التاغالوغية (الفلبينية حاليًا) والسبوانو، وإلوكانو، والإسبانية، والإنجليزية «في فترات الاستعمار وما بعده». بدأت صياغة الأدب الفلبيني باللغة الإنجليزية مع مطلع النصف الأول من القرن العشرين؛ نتيجة الاستعمار الأمريكي للجزر في العام 1898. وفي عام 1900 صدرت الصحيفة الأولى باللغة الإنجليزية «أخبار اليوم» التي أصبح اسمها فيما بعد «أخبار مانيلا». وفي العام التالي وصل إلى الفلبين ستة آلاف معلم أمريكي، وتزايد الإنتاج الأدبي باللغة الإنجليزية؛ فظهرت المجلات الأدبية، إلا أن الروايات والقصص والقصائد الفلبينية باللغة الإنجليزية لم تجد طريقها إلى النشر إلاَّ منذ عام 1920 مع ظهور عدد من الكتَّاب المتميزين على هذا الصعيد، وما لبثت اللغة الإنجليزية أن امتدت إلى مجالات أخرى، مثل : الاقتصاد والسياسة، بالإضافة إلى التعليم والإنتاج الأدبي. كتاب «مقتطفات من الأدب الفلبيني في القرن العشرين» - والذي صدر في العام 1993 - وضعه لويس فرانسيا، وهو شاعر وناقد وصحفي فلبيني يعيش حاليًا في مدينة نيويورك، حاصل على جوائز أدبية مرموقة، وألَّف العديد من الكتب، منها : رواية «الفلبينيون في أمريكا» (1996)، و»متحف الغياب» (2004) ، و»عين السمكة» (2008). كتب في مقدمته للكتاب : «يعتقد البعض أنني حين شرعتُ في الكتابة عن مقتطفات الأدب الفلبيني قد استقيت نصوصًا مترجمة إلى الإنجليزية، وحقيقة الأمر أن الإنجليزية لغة يُتحدث بها في أرخبيل الجزر الفلبينية، وعدد كبير من الفلبينيين نشأوا ثنائيي وثلاثيي اللغة، ولم تعد اللغة الإسبانية يُتحدث بها الآن كما كان في السابق». لقد تأصلت اللغة الإنجليزية في شعور الكتَّاب الفلبينيين أكثر من أيِّ لغة أخرى، و»تمكَّن الكتاب الفلبينيون من إتقان اللغة الإنجليزية بالدرجة التي سمحت لهم بملاحظة تفاصيل الحياة الدقيقة والتعبير عنها» كما يقول فرانسيسكو أرسلانا (1916-2002) الكاتب، والشاعر، والناقد. ضم الكتاب (31) قصة قصيرة، و(108) قصائد، في بانوراما حية تعرض تاريخ الكتابة الأدبية باللغة الإنجليزية في الفلبين من مطلع القرن العشرين وحتى الوقت الحالي، وتدور موضوعاتها حول : الهوية القومية، والتقاليد، والاستبداد، والمنفى، والحب، بأسلوب أدبي راقٍ يعطي نظرة جمالية عميقة للمجتمع الفلبيني الماضي والمعاصر على ضوء الطبقات الاجتماعية المختلفة، والعصور التاريخية المتعاقبة، واللغات المتنوعة. كما أنها عبرت عن حياة أطياف المجتمع الفلبيني المعاصر من رجال الأعمال، والأطباء، والجنود، والمزارعين، والعمال، وسكان الأحياء الفقيرة، والمهاجرين، والفنانين، والطلاب. ومن أبرز النصوص في هذا الكتاب قصةُ «أجيال» للكاتبة روسكا نينوتشكا، و»النجوم الميتة» ل باز ماركي التي كتبها في العام 1925، وقصيدة «رسالة إلى فناني الفلبين» لإيمانويل أكابا، و»الموسم الخصب» لروينا تينبوا، وقصيدة «رجل من الأرض» لأمادور داجيو، وأعمال لخوسيه غارسيا أشهر شعراء الفلبين بالإنجليزية.