اللغات للشعوب كالأسماء للبشر هي عنوان هويتهم، وحين يتسمّى إنسان بغير اسمه فإنما يمارس تضليلاً بحق الآخرين، وإن ترآى له أن الاسم المستعار أكثر جاذبية، والذين يتجاهلون لغتهم ويتباهون بالإنجليزية تجمُّلاً بما يحسبونه مكياجاً ثقافياً لا يختلفون كثيراً عن أية فتاة سمراء تجمّلت بعدسات زرقاء وبصبغة صفراء لشعرها المتجعد! إحدى المرايا التي نحتاجها لنرى أنفسنا فيها تمثّلت في الأمريكي مارك هانسن أو حمزة يوسف ،كما بات يُعرف بعد إسلامه، يوم اُستضيف بمجلس الشيخ محمد بن زايد لإلقاء محاضرة بعنوان:"الموازنة بين الهويتين الدينية والوطنية"ففاجأ الحضور وهو يشيد باللغة العربية، ويتحدث عن أهميتها بفصاحة لا يمتلكها معظمهم، ومن أهم ما جاء فيها قوله:"لئن أُهجى بالعربية أحبَّ ِإليَّ من أن أُمدح بالإنجليزية"! قالها في غير مجاملة: اعتزازاً باللغة التي أحبها وأنفق أكثر من عشر سنوات وهو يدرس نحوها وصرفها وأدبها وبلاغتها، إلى جانب دراسته لعلوم الشريعة، وباستشهاده هذا ،كان يُنبِّه إلى أهمية اللغة العربية لدى أبنائها الذين زهدوا في تعلُّمها، وباتوا يتكلمون الإنجليزية بمناسبة وبدون مناسبة، حتى لكأنه يقول لهم: لغتكم جوهرة فلا تنبذوها، وقد بَلَّغ وأعذَر ،لكن واقع الحال أن شبابنا يفضِّلون الأدنى ،كما تُفضِّل فتياتنا مصاغاتِ ماركاتٍ شهيرة على حِليّ ذهبيّ عيار21 صُنِعَ محلِّياً! twitter: @almol7em