ما قيمة الإنسان دون حب وطنه؟ ما هو الانتماء إن لم يترجم عطاء وإخلاصا لكل ما يمثله الوطن من منجزات وتطلعات وطمأنينة، وكيف نحب وطننا أكثر ؟ أسئلة المشاركة التي تطل كلما داهمنا الوعي بأن هناك حربا فعلا تدور بين قواتنا الباسلة في الجنوب ووراءها الوطن كله بمليكه وقيادته وأفراده فكيف يمكن تجاهل حساسية الزمن الخاص بالحج إلى بيت الله الحرام وملايين من البشر الزائرين في سلام وروحانية يتطلعون لأداء شعائرهم الدينية في أطهر بقاع الأرض وشرذمة من المعتدين الله وحده يعلم ما هي مخططاتهم لضرب وطننا وحياتنا تلهو بأرواح الأبرياء من المدنيين وتحاول التمكن من تراب الوطن ... نعلم أن المعارك تدور بعيدا ولكنه إلهاء لاشك واستنزاف للمقدرات وربما محاولة تحطيم للروح المعنوية التي تسكن ألفة حياتنا ودور الوطن وثقله على المستوى الإقليمي والعالمي من أجل ماذا؟ هذه كلمات تتفاعل مع الموقف إنسانيا وليست بالضرورة تحليلا من أي نوع ولكنه شعور مواطنة تمدد صباح هذا اليوم بعدما لامسني الخبر المنشور في جريدة الرياض عن الحملة التضامنية التي أطلقها 205 آلاف معلم ومعلمة عبر موقعهم الاليكتروني بمبادرة " سيروا قواتنا الباسلة فنحن معكم .وكلنا رهن إشارتكم يا خادم الحرمين " ..ترى كم هي بسيطة كلمات التعبير عندما يتعلق الأمر بأعمق الأحاسيس وأنبلها دون زركشة أو رتوش؟ هي أنشودة محبة ودعاء وولاء بحماية الوطن وجنوده منبعها من يقومون بمهمة تعليم الأبناء والبنات وزرع قيم الدين والانتماء وكل ما يمثله على جبهة اختارها أعداء ليس مفهوما بعدُ ما هي أهدافهم في هذا الوقت تحديدا. ولكن مع ذلك فإن تنظيم الحملة التضامنية ليس جديدا ولكن الجديد وكما تقول اللجنة الإعلامية للمنتدى هو المشاركة الفعلية لمنتدى معلمي ومعلمات المملكة بدعم جنودنا البواسل في القوات المسلحة ضد المتسللين ، ولكن لحظة أليس هم من يدافعون عنا أيضا ؟ يحمون بعد الله ارض الوطن وإنسانه وزرعه وطفله ، ويدفعون حياتهم ثمنا لواجبهم الإنساني النبيل يواصلون الليل بالنهار ويعملون على خطوط النار دفاعا عنه وبقية المجتمع في المدن الاخرى في راحة وطمأنينة ربما لا يدركون إحساس الحرب ؟ جميلة هي دعوة مساندة قواتنا المسلحة وفاء وعرفانا لكل ما يقومون به ولكن الأجمل لاشك هو الدعاء لهم بالنصر وتعبير رهن إشارة خادم الحرمين الشريفين في تحديات هذه الأزمة وافرازتها فلهم وللوطن الدعاء بالنصر إن شاءالله