أطل علينا المنتج الجديد من سلسلة منتجات الهاتف الذكي والخلاب لشركة ابل (التفاح) ليسلب الالباب ويشغل المجالس والقاضي على الحديث الاسري العذب فلا حديث الا برنين جرس الرسائل، بما يحمل هذا الوافد التقني الجديد ابن الايفون 4 وحفيد الايفون 3. اطلالة هذا الذكي بشاشته ونعومة رشاقة حركة برمجياته اشارة مؤكدة على اننا امام سلسلة ليست بالقصيرة من احفاد قادمين لهذا المولود الجديد. انها دلالة على ان التقنية اذا ما تلازمت مع الاصرار على التطوير والتحسين لا حد ولا نهاية لها واشارة صريحة على ان الجديد لا يأتي الا بالرصد والبحث والتقصي والصبر على اكتشاف العيوب وسعة البال على الاستماع والانصات للمستخدمين. لست هنا بصدد كيل المدح لهذا المنتج بل الاشد اهتماما هو أنه مع اطلالة كل منتج جديد الذي في طياته يحمل سحر التقنية ومرونتها يتداعى الى ذهني كم نحن منبهرون. فاذا الزمن الذي مضى منذ الايفون 4 الى الابن الايفون 5 انتج كل هذا التطور والابداع الا يحق ان نسأل فيما قضينا ذلك الزمن الا الهمود والرتابة. وقد يظن البعض ان اطلالة هذا الذكي بشاشته ونعومة رشاقة حركة برمجياته اشارة مؤكدة على اننا امام سلسلة ليست بالقصيرة من احفاد قادمين لهذا المولود الجديد. انها دلالة على ان التقنية اذا ما تلازمت مع الاصرار على التطوير والتحسين لا حد ولا نهاية لها واشارة صريحة على ان الجديد لا يأتي الا بالرصد والبحث والتقصي والصبر على اكتشاف العيوب وسعة البال على الاستماع والانصات للمستخدمين. الخمول والهمود شكل واحد لا ابعاد له. فمع هذا التطور التقني استطيع ان اؤكد أنه بالمقارنة مع الحركة التصاعدية للتطوير والابداع كانت هناك حركة تنازلية متعددة الابعاد من الهمود بدأت بالاستسلام للامر الواقع والانبهار بالمنتج الخلاب بالانشغال عن الذات وحجم ما تفقده من شدة ولع الاستهلاك والشعور بالدونية والاستصغار امام كل هذا الفن التقني بالتلقين بأن امام الايفون 5 لا فرصة لي ان ابدأ فاما ان ابدأ وانتج ايفون 6 او لا ابدأ. وقد يظن البعض ان الفرصة التي توفرها الشركة المنتجة لابتكار البرامج والادوات التي من خلالها توظف هذه البيئة التقنية يدفع بحركة مبدعة ويحفز عوامل التطوير. ليس هذا الامر اكثر من ما كنا نعرفه سابقا بكاتب الهوامش الذي يمضي جل عمره فرحا بالتعليق على النص او التعليق على التعليق ثم ينتهي لا اثر له. ان كثافة الاستهلاك لا تعبر الا عن خدمة مكثفة لتطوير المنتج لا تطوير المستخدم. فما انا المستهلك الا بهذا الولع اللامحدود بالايفون الا في بيئة تجارب فرح كفأر التجارب الذي يقفز في القفص يمينا ويسارا لأكون مادة دسمة للراصد والباحث والمطور ليجني من حماسي الكثير والثمين في تطوير مادته الابداعية ليضمن بقاء السلسلة المتتالية ايفون 6 و7 وهكذا. ان الحركة الطبيعية في الاتجاه التصاعدي من الانبهار باتجاه سطح الواقع والتحدي والتنافس تبدأ بالتقاط الانفاس والعودة للذات لان وراء كل بداية همة وعزيمة ومع كل انطلاقة فكرة وابتكار. وقد يكون ذاك سعودي-1 جهاز ذكي يعبر عن طموحي ويعكس احتياجاتي ويدعم لغتي ويحفز مبدعي. بعيدا عن اجواء التجارة والتنافس في السوق التقني هناك حاجة اعظم من ذلك وهي استعادة الايمان بأننا قادرون. وسيبقى الايفون 5 تعبيرا مزعجا بأن زمنهم ينتج الابداع وان زمننا لا ينتج الا المزيد من الانبهار. فهل يا ترى يأتي مع كل هذه الجعجعة في تطوير المناهج زمن فيه افكارنا هي منتجاتنا لا ادوات انتجتها شدة استهلاكنا. [email protected]