تتسابق شركات الأجهزة النقالة (الهواتف المحمولة) في العالم على طرح أفضل ما لديها من تقنية عالية في أجهزتها من أجل جذب أكبر قدر من المستهلكين يبقون زبائنا مستمرين معها لسنوات طويلة، وكذلك الفوز برضائهم عن خدماتها التقنية وتحقيق من وراء كل ذلك الأرباح المرجوة. الأسواق تشهد ارتفاعا كبيرا في استهلاك أجهزة الهواتف النقالة (اليوم) وتوقعت دراسة علمية صادرة عن معهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية بجامعة الملك سعود، أن يصل حجم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية إلى 26 مليار دولار بنهاية العام الجاري. مبينة أن حجم نمو سوق الاتصالات وتقنية المعلومات في البلاد من المتوقع أن يبلغ 3.8 مليار دولار، وذلك بنهاية العام الحالي، عطفاً على زيادة الإنفاق من قبل الجهات كافة في القطاعين العام والخاص في المملكة، حيث تشهد الأسواق المحلية حركة واسعة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وذلك في ظل خطط واسعة لدعم القطاع والتحولات المصاحبة عبر القطاعين العام والخاص والتحول إلى الحكومة الإلكترونية. وقال خبير الكمبيوتر مالك آل فتيل إن جهاز الآيفون يتصدر حاليا سوق الهواتف الذكية بنسبة 28.6 بالمائة (حسب دراسة أمريكية) متجاوزاً بذلك حصة كلاً من البلاك بيري والأندرويد، وعلى مدى عام كامل أثبت أنه هاتف جدير بالاقتناء، وبمقارنة تقنية بسيطة بينه وبين منافسيه نجده الأسهل استخداماً والأكثر استقراراً وتحديثاً، كما يتميز عن منافسيه ببطارية طويلة العمر نسبياً ويرجع ذلك لعناية أبل ودقتها في صناعة المكونات الصلبة لأجهزتها عموماً. وفي السوق السعودية نجد أن الآيفون مازال يملك تلك الجاذبية التي تصنفه نفسياً ضمن الأجهزة الأكثر رقياً، الأمر الذي يضفي على مالكه سمات الحداثة والرقي وهي إحدى أهم المميزات ولعلها الأهم التي تؤكد أن سوق الآيفون مازال في بداياته وتبشر بأرباح كبيرة لمورديه. وأكد أن الدراسة الأمريكية نفسها تكشف أمراً في غاية الأهمية وهو استقرار هذه النسبة لمبيعات الآيفون طيلة العام الماضي، وفي المقابل نجد أن حصة السوق الخاصة بنظام الأندرويد وهو النظام المنافس الأشرس للآيفون قد تعاظمت خلال العام السابق، ففي بداية العام الماضي كانت حصة الأندرويد من سوق الهواتف الذكية تقدر ب 15 بالمائة ثم أخذت بالتزايد وبشكل مسقر حتى وصلت إلى ما يقارب 26بالمائة في نهاية العام، بينما حافظ الآيفون على حصة تقارب 28 بالمائة طيلة العام الماضي. على المستهلكين تقدير احتيجاتهم الشخصية قبل الشروع بشراء اجهزة الهواتف الجوالة وعليهم تحديد ميزانياتهم مقابل استخدامه، وكذلك عليهم التمييز بين أهدافه العملية والنفسية، فمن ناحية جودة المكونات ودقة التصنيع يقابلها الانفتاح ووفرة الخيارات قبل دفع مبلغ كبير مقابل جهاز رديء التصنيع ..الدراسة نفسها تكشف بأن البلاك بيري كان قد بدأ العام بحصة تقارب 34 بالمائة وهي النسبة الأعلى في السوق آنذاك، ثم انخفضت النسبة بشكل مسقر حتى قاربت 26بالمائة، وهذا يبرر كون الآيفون والأندرويد هما المتنافسان على سوق كبير وواعد يدعم الآيفون الاسم العريق لشركة أبل والتي قدمت على مدى عمرها التقني المديد جملة من الاختراعات والإبداعات التقنية. بينما يقف خلف الأندرويد اسم برغم حداثته نسبياً إلا أنه أثبت قدرته على الابتكار والإبداع ولعلها الأهم بالنسبة للمستخدم- قدرته على التبسيط وإعادة التشكيل. وأوضح آل فتيل أن الأندرويد يتميز على منافسيه كونه نظام تشغيل مفتوحا يمكن تشغيله على معظم الأجهزة الذكية ومن بينها الآيفون نفسه، ويجدر الذكر هنا بأننا نقارن بين أنظمة التشغيل وليس الأجهزة حيث يعمل نظام الآيفون (أبل) على أجهزة الآيفون فقط، بينما الأندرويد (جوجل) يمكن تشغيله على عدة أجهزة مثل الجالاكسي تاب (سامسونج)، وزووم (موتورولا)، وبلاك بوي (بلاك بيري)، كما يميز الأندرويد عن الآيفون قابليته على التخصيص وهي ميزة في غاية الأهمية خصوصاً للمستخدمين المنفردين باستخدامات وتطبيقات شخصية، بالإضافة لقائمة من المميزات الفارقة بينه وبين الآيفون مثل تكامله مع تطبيقات جوجل، مرونة الربط والدخول على الشبكات، سهولة المزامنة، وهذه القائمة وغيرها من المميزات بررت جاذبية الأندرويد للمستخدمين (المستهلكين) الجدد للهواتف الذكية، وهذا ما أكدته الدراسة نفسها حيث تنص بأن ما يقارب 19بالمائة من المقتنين الجدد للأجهزة الذكية كانت من نصيب الآيفون بينما قاربت النسبة للذين اقتنوا الأجهزة التي تعمل بنظام الأندرويد إلى 41 بالمائة، ويبدو واضحاً جداً بأن مصنعي الآيفون والأندرويد يستفيدون من الطلب العالي على الأجهزة الذكية مقابل أجهزة النقال العادية، حيث تؤكد الدراسة نفسها بأن نسبة مبيعات أجهزة الهاتف الذكية في الولاياتالمتحدة وحدها وخلال شهر نوفمبر من العام الماضي بلغت 45 بالمائة بالنسبة لأجهزة الهاتف النقالة. وطالب آل فتيل المستهلكين بتقدير احتيجاتهم الشخصية قبل الشروع بشراء هذا الجهاز أو ذاك، وعليهم تحديد ميزانياتهم مقابل استخدامه، وكذلك عليهم التمييز بين أهدافه العملية والنفسية، فمن ناحية جودة المكونات ودقة التصنيع يقابلها الانفتاح ووفرة الخيارات، وقد يبدو الآيفون أجود ولكنه كما يوصف (محتكر)، وقد يتيح لك الآندرويد أيضا خيارات أوفر ولكن في المقابل قد يتم دفع مبلغ كبير مقابل جهاز رديء التصنيع.