يتوقع خبراء تقنية ان تتوسع الشركات الصغيرة والمتوسطة في استخدام تقنيات الحوسبة الافتراضية في أعمالها خلال الفترة المقبلة لتخفيض التكاليف وإضفاء مزيد من المرونة على أنشطتها. فحتى زمن قريب لم تكن الحوسبة الافتراضية معروفة لدى الكثير من المستخدمين، الذين لم يكونوا يعلمون بأن هناك تقنيات تمكنهم من ممارسة أنشطتهم عن بعد والنفاذ الى أكثر من نظام معلومات متوفر على جهاز واحد. وتعرف الحوسبة الافتراضية على أنها تقنية تقوم بفصل نظام التشغيل عن الجهاز الذي يعمل عليه، بحيث يصبح نظام التشغيل يعمل في بيئة مختلفة وكأنها حاسوب منفصل، سواء كان حاسوبا بمميزات مختلفة أو أي جهاز من أجهزة الخادم الرئيسية «Server». وتتيح هذه التقنية مشاركة المساحات التخزينية والذاكرة والخدمات الحقيقية والمعالج وعمل أكثر من نظام تشغيل على نفس جهاز الكمبيوتر وفي نفس اللحظة، إذ تعمل هذه التقنية عبر إيجاد طبقة برمجية وسيطة بين نظام التشغيل الحقيقي والافتراضي. وقال الخبير التقني عبدالرحمن القحطاني: إن الحوسبة الافتراضية بدأت تلقى إقبالا كبيرا من المستخدمين العاديين والمحترفين نظرا لما تستطيع ان تقدمه من فائدة تغنيهم عن شراء حاسوب آخر لإتمام أعمالهم، فبالنسبة للشركات تعتبر الحوسبة من أفضل الوسائل لدمج موارد تكنولوجيا المعلومات المطلوبة عن طريق خلق أصول افتراضية مثل الخوادم، والتي تمكن من تخفيض تكاليف الطاقة وتقليص فترات توقف الأنظمة عن العمل والضغط عليها، وزيادة إنتاجية إدارة تكنولوجيا المعلومات وتعزيز مرونة الأعمال تقنيات الحوسبة الافتراضية تعود بالنفع على قطاع الأعمال عبر التخلص من الاستخدامات الشخصية للحواسيب من قبل الموظفين في دوائر عملهم الرسمية، إذ يمكن للمستخدم أن يفصل النظام الذي يستعمله لأغراض شخصية عن النظام الرسمي الذي قد يحتوي على معلومات سرية. . ولفت القحطاني إلى أن تقنيات الحوسبة الافتراضية تعود بالنفع على قطاع الأعمال عبر التخلص من الاستخدامات الشخصية للحواسيب من قبل الموظفين في دوائر عملهم الرسمية، إذ يمكن للمستخدم أن يفصل النظام الذي يستعمله لأغراض شخصية عن النظام الرسمي الذي قد يحتوي على معلومات سرية خاصة بالشركات، فقد جعلت هذه التقنية نظم المعلومات في مأمن من التجسس والفيروسات التي عادة ما تحدث نتيجة إهمال الموظفين لتدابير أمن أنظمة المعلومات. من جانبه قال خبير هندسة الكمبيوتر الأكاديمي نهاد الجبوري ان فكرة الانتقال إلى استخدام الحوسبة السحابية قد لا تلقى حماسا من الشركات، لا سيما وأنها تتطلب استخدام تقنيات البيئة الافتراضية منذ البداية، وبعد تجميع كافة أصول تقنية المعلومات معا فإن تقنيات البيئة الافتراضية هي الخطوة الحاسمة الأولى في بناء البنية التحتية للحوسبة السحابية، مهما كان حجمها. واشار الى انه يمكن استخدام تقنيات البيئة الافتراضية كأساس للبنية التحتية للحوسبة السحابية التي تلبي احتياجات كل مؤسسة على حدة ، كما أنها ستكون محددة ومخصصة لتتوافق مع بنية المؤسسة ومتطلبات عملها، بنفس مستوى تحديد أو تخصيص البنية الحالية لتقنية المعلومات في الشركات المختلفة. وفي سياق متصل رجحت تقارير صادرة عن موزعي الحلول الافتراضية في منطقة أوروبا والشرق الأوسط تضاعف عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة التي ستعتمد التقنيات الافتراضية بنسبة تزيد على 80 بالمائة مع حلول عام 2014، وذلك لتعزيز كفاءة العمل والانتقال نحو الحوسبة السحابية. وأشارت دراسة صادرة عن شركة “كاناليس” أجريت على 350 شركة توزيع أنظمة معلومات تعمل باستخدام الحوسبة الافتراضية تخدم الشركات الصغيرة والمتوسطة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا الى أن 48 بالمائة من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تبنّت التقنيات الافتراضية قد طبقت هذه التقنيات على البنية التحتية التقنية الأساسية، كما يتوقع ان توسع 75 بالمائة من الشركات الصغيرة والمتوسطة في برامجها الافتراضية لتشمل تطبيقات الأعمال الرئيسية، وبالنسبة لشركات التوزيع يتوقع أن تتبنى 38 بالمائة من هذه الشركات التقنيات الافتراضية في أكثر من 80 بالمائة من أعمالها أو عملياتها الأساسية، وذلك مع الانتقال إلى استخدام تقنية المعلومات على شكل خدمات. ويمثل الحدّ من التكاليف أحد العوامل الهامة للإقبال على التقنيات الافتراضية، إذ تشير 71 بالمائة من الشركات التي شملتها الدراسة إلى أن الحدّ من التكاليف يمثل الدافع الأبرز لتبني التقنيات الافتراضية، إلا أنه ليس العامل الوحيد، إذ يمثل الحرص على ضمان استمرارية العمل وتحسين استخدام الأجهزة المتاحة عاملا آخر شديد الأهمية. واعتبرت 75 بالمائة من الشركات المرونة في العمل العامل الأكثر أهمية، في حين أشار 86 بالمائة ممن شملتهم الدراسة إلى أن هناك ارتباطا وثيقا بين التقنيات الافتراضية والحوسبة السحابية.