نفى الدكتور حسن البنا عز الدين في محاضرة بعنوان " كتابة الشعر على الجدران في التراث الأدبي العربي" والتي ألقاها في نادي المنطقة الشرقية الأدبي وركز فيها على كتاب أدب الغرباء لأبي الفرج الأصبهاني، أن تكون الثقافة الشعرية العربية ثقافة شفاهية، وأكّد أن الشواهد الشعرية منذ الجاهلية تدلّ على وجود الوعي الكتابي في الشعر العربي. وتطرق عز الدين في بداية محاضرته التي قدمت لها الدكتورة أمل التميمي للتعريف بماهية الظاهرة مبيناً أن " الكتابة على الجدار بالنثر خاصة وسيلة من وسائل التعبير بدأها الإنسان منذ أقدم العصور بوسائل مختلفة، ككتابات المصريين ونقوشهم، وكتابات وادي الرافدين، وتطورت الكتابة على الجدران على مر العصور وأصبحت شكلاً من أشكال المقاومة للشعوب المقهورة تعبر بها عن رفض الظلم والاستعمار". وأكّد عز الدين شيوع ظاهرة كتابة الشعر على الجدران في التراث الأدبي العربي وخصوصاً في العصر العباسي، وقال إن للموضوع شقين جوهريين، يتمثّل الأول في أنّ الشعراء منذ العصر الجاهلي إلى الآن يذكرون الكتابة وأدواتها في شعرهم بأنحاء مختلفة، ما يكشف عن الوعي الكتابيّ لديهم. أما الشق الثاني من الموضوع فيتمثّل في أنّ الشعراء منذ القرن الثاني من الهجرة، إضافة إلى شرائح واسعة من المجتمع مارسوا الكتابة على الجدران بأنواعها، إضافة إلى أنواع أخرى من الكتابة على أشياء أخرى . وربط عز الدين بين الشقين من خلال فكرة الوعي الكتابي من جهة ومن خلال ملاحظة التطوّر الحضاري والثقافي للمجتمع العربي وخصوصا في الحقبة العباسية امتداداً إلى الأندلس في الوقت ذاته . وتناول عزّ الدين تجليات الظاهرة في التراث العربي مستعرضا عدداً من الكتب الأخرى التي تطرّقت لظاهرة الكتابة على الجدران، مثل كتاب الزهرة لأبي داوود الأصفهاني، وكتاب الموشّى للوشّاء، والعقد الفريد لابن عبد ربه. وكانت هناك مداخلات من الحضور اجاب عليها المحاضر.