أبدى عددٌ من المهتمين العاملين في القطاع التعليمي انزعاجهم من بعض الممارسات التي تضع مرافق المدرسة تحت بؤرة الخطر، وأظهروا قلقاً متعاظما عندما تكون المعلمات هُنّ مصدرُ الكوارث المدرسية بتجاوزات يرتكبنها ويُغَضّ النظر عنها، مما يجعل المدرسة بمن فيها من طالبات وطواقم تعليمية ومرافق تحت دائرة الخطر الذي قد يضرب بالمدرسة دون أيّ حسيبٍ أو رقيب. ووِفقاً لعدد من استطلَعتهم اليوم أن الخطر قد تحمِله غلاية ماء أو مِبخرٍ كهربائي أو دفايةٍ شخصية، وهذه جميها -بحسب المتحدثين- قنابل موقوتة من صُنع المعلمات ،قد تودي بحياتهن وحياة الطالبات جرّاءَ أيّ إهمالٍ أو مبالاة بالعواقب الوخيمة، وبمباركةٍ من إدارات التربية والتعليم التي بدورها لم تُلزِمْ كوادرَها بعدم إحضار تلك الأدوات، إذ لم تُصدِرْ تعاميمَ للمدارس تمنع إدخال أيِّ أدواتٍ مساعدة على حدوث الخطر دون اشتراطات. ودلّلت معلمة اللغة الانجليزية بكلية المجتمع بالقطيف تهاني الموسى بحدوث ماسٍ كهربائي بغرفة المعلمات داخل الكلية العام الماضي بسبب غلاية ماء، نتج عنه تلفٌ في الأسلاك واحتراقها ودخان مما تسبب بخوف وفزع بين المعلمات لكن ولله الحمد جاءت الحادثة بسيطةً ولم ينتج عنها أيّ إصابات، ما حفّز عميدة الكلية إلى أن أصدرت تعميما يمنع ادخال الغلايات الكهربائية داخل الكلية بعد هذه الحادثة، ووقّعت عليه كلُّ معلمات الكلية، مفيدة بأن «حارس المدرسة» ما زال يقوم بإشعال بخور بشكل يومي عند بوابة الكلية. ما يتعلق باستخدام المبخر الكهربائي وغلايات الماء والدفايات، فالدفاع المدني يُحمِّل كلَّ إدارة مدرسة مسؤوليةً المتابعة وعدم السماح بما يخِلُّ بالسلامة العامة للمدرسة، وعلى هيئة التدريس عدم جلْب ما يُعكِّر السلامة العامة بالمدارس، لأنّ الدفاع غيرُ قادرٍ للوقوف على المدارس بشكلٍ يومي.من جانبها، أشارت المعلمة في متوسطة شرق الدمام أمل القحطاني، إلى أن معظم المعلمات يحضرن معهن غلايات ماء لصناعة الشاي والقهوة داخل غرفهن، كون المدرسة لا يوجد بها غلايات، والإدارة بالمدرسة تقوم بإشعال البخور، «لكننا كمعلمات نكون منتبهات جيدا للأسلاك والتوصيلات الكهربائية، لذلك لم يأتِ إلينا تعميمٌ بالمنع، والمشكلة تكمن في أن لو حدث أيّ مكروهٍ لا قدّر الله فإنّ المدرسة تفتقد إلى مخارج طوارىء جيدة، فالمخرج الوحيد ضيِّق لا يستوعب عدد الطالبات». في حين ترى فاطمة منصور «معلمة رياضيات» أنّ على ادارة المدرسة توفير مكان خاص وآمنٍ توضع به الأجهزة الكهربائية خصوصا أن هناك قلةً من يحضرن معهن دفايات، وأكثر ما يُخيف هي التوصيلات التي يحضرنها إذ يكون بعضها من الانواع الرديئة التي تتسبّب في حدوثِ التماسات. بدوره، نوّه مصدر مسئول في الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية إلى تنفيذ الإدارة جولات مجدولة على جميع المدارس «البنين والبنات» للتأكد من اشتراطات السلامة داخلها ،وإذا كان هناك أيّ ملاحظات يتم متابعتها حتى الانتهاء منها، مستدركاً «لكن ما يتعلق باستخدام المبخر الكهربائي وغلايات الماء والدفايات فالدفاع المدني يُحمِّل كل ادارةِ مدرسة مسؤوليةَ المتابعة وعدم السماح بما يخِلُّ بالسلامة العامة للمدرسة، وعلى هيئة التدريس عدم جلب ما يُعكّر السلامة العامة بالمدارس لأن الدفاع غيرُ قادر للوقوف على المدارس بشكل يومي، بالإضافة الى أن التعليمات التي تُعطى للمدارس في كلّ زيارة نُشدّد فيها على تنفيذها والالتزام بها». «اليوم»، من جانبها اتصلت مراراً بالمتحدث الإعلامي بإدارة التربية والتعليم بالشرقية خالد الحماد، وتمّ بعث أسئلة له حول المخالفات والضوابط، وهل هناك تعاميم بمنع إدخال الأدوات الكهربائية من جانب المعلمات، لكن لم يرد للصحيفة أية إجابة منه.