كم منا حاول تدخين أعقاب السجائر التي يخلفها الأجداد في الصغر؟ وكم منا كره رائحة التدخين من بعد تلك التجربة والتي في العادة سببت صداعا ودوارا وكحة استمرت لأيام وليال طويلة. السؤال الذي طرح نفسه هل فعلا ولت أيام البراءة وتقليد الكبار بالصواب والخطأ وأتت أيام «المرجلة» التي يقلد فيها صغار الجيل كبارهم في الأخطاء. التدخين رغم التحذيرات العالمية ومنعه في الأماكن العامة وأضراره المادية والجسدية كالأمراض الخبيثة «لا قدر الله» والتي حتما تؤدي للوفاة، لأن الإعلان العالمي يثبت أن عدد المصابين بالأمراض الخبيثة سيقترب من 27 مليونا إلى العام 2030 منها 17 مليون حالة وفاة سنويا. فما بين ناصح بالخير، وشيطان أنس دافع للشر يتوه صغار السن بين فضول التجربة والخوف من العقاب، ويصبح الأمر في الأخير إما إثبات رجولته بحمله للسيجارة أو إثبات صغره وخوفه أمام زملائه «المدخنين». فما بين ناصح بالخير، وشيطان أنس دافع للشر يتوه صغار السن بين فضول التجربة والخوف من العقاب، ويصبح الأمر في الأخير إما إثبات رجولته بحمله للسيجارة أو إثبات صغره وخوفه أمام زملائه «المدخنين». غالب الشمري عاجل الصغار بنصيحة من قلبه تبين مدى حرصه وخوفه على إخوته المدخنين ومؤكدا على صدق نواياه تجاههم إذ غرد: سيأتي يوم وتتبين أضرار التدخين في أجسادكم وحينها لا تقولون يا «ليتنا» لأنه فات الأوان. ومن وجهة نظر منصور الشثري أن هناك أسبابا واضحة وجلية دعت المدخن الصغير إلى الدخول في وحل التدخين قائلا: الأسباب واضحة فتأثر الولد بتدخين والده، وتقليد أصدقاء السوء من أهم وأعظم الأسباب وبين بأن عدم إشغال النفس بالعمل أو الدراسة تحرف الإنسان عن جادة الصواب فيصبح الفراغ هو الملازم له وبعدها يدمن التدخين ويصبح روتينا في حياته اليومية ويشفق الشثري على المدخنين الذين يظنون أن التدخين علامة من علامات الرجولة. وبين ضعف التربية وإهمال الوالدين وقوة تأثير الشارع انتقد خليل الروقي أهالي المدخنين الصغار بقساوة مبينا: إذا غابت رقابة وتربية الوالدين وبحضور رفيق السوء وتجلي مزاعم إثبات الرجولة بإشعال سيجارة ولها من التبعات ما لا تحمد عقباه، وحيث إن توفير الوالدين المال لأولادهما وعدم السؤال حتى ولو بمهاتفة على الجوال تعد أحد أولى أسباب الإنحراف وتبدأ الإرهاصات والمشاكل بالظهور بعدها. وضحك (أبو غلا) فيصل من بعض صغار المدخنين والذين لم يتجاوزوا المتر طولا، مبينا مدى الاستهتار الذي وصل إليه بعض الصغار معتقدين أنهم «رجال عمالقة» بذلك قائلا: العبارة المضحكة المبكية عندما تنصح طفلا مدخنا لا يتجاوز المتر فيأخذ نفسا عميقا ويقول: إيش نسوي؟ بالله ادعيلي يا شيخ. محمد البلوي يدأب على الدعاء للمدخنين بالرحمة والمغفرة وأن يتركوا الداء والمرض إذ يقول: إذا كنا سنتحدث عن الصغار، فماذا نقول عن الكبار الذين إذا دخلت سوبرماركت تجدهم يطلبون السجائر بكل إنهزامية، فأنظر لحظتها له بكل شفقة وأدعو له بالخير والصلاح. أما حسن عناني والذي أطلق زفرة من داخل مهجته حزنا على صغار اليوم، شباب الغد، رجال المستقبل خوفا وحزنا عليهم قائلا: شباب اليوم... مرضى المستقبل... طاقة مهدرة... سببها... نحن! والجميل أن هناك من داوم الدعاء بالشفاء من هذا الداء والذي سيؤدي إلى هلاك المجتمع، فشريفة الملحم دعت أن يحرر الله الصغار والكبار من إدمان التدخين عاجلا غير آجل، أما عبدالله الحارثي فأتى بالتفاتة جميلة جدا تبين مدى الوعي الصحي الذي يحتاجه المجتمع خصوصا أن الكثير من أفراده غير مبالين بالنواحي الصحية وتداول الأمراض الخبيثة كالتدخين مثلا إذ غرد: المدخنين الصغار هم مثال حي على الفهم الخاطئ لمعنى الرجولة، وهذا يبين مدى الجهل الذي يعيشه مجتمعنا في الأمور الصحية والتي بالإمكان أن تؤدي لفقد عزيز «لا سمح الله». ويبقى الخير موجودا في مجتمعنا فالحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لم تألو جهدا بل سعت حثيثا في تأمين الخدمات الصحية اللازمة للمواطنين بل وقامت بإنشاء جمعيات خيرية خاصة لمكافحة التدخين منتشرة في أرجاء المملكة فلا عذر لمدخن يقول لا أستطيع ترك التدخين، فإن لم يكن بالإرادة فبالعلاج.