هم بسمة الحياة وفرحة العمر هم ازهار الربيع المقبلة بالوانها المتعددة وشذا العطر.. هم المستقبل فكانوا أمانة في اعناقنا لنتابعهم ونوجههم على الطريق الصحيح الذي يؤمن لهم العيشة الهانئة في كنف وطن آمن أخذ الشريعة الاسلامية دستوراً له... نعم إنهم الاطفال زينة هذه الحياة ..لهم حق علينا في ذلك التوجية والتعديل لسلوكهم ليكونوا مستقبلاً نافعاً ومنتجاً ولكن للأسف نلاحظ في مجتمعنا هذا ظواهر جديدة تسيء للأطفال من حولنا ومن أمامنا لتخالف بذلك عاداتنا وتقاليدنا وشريعتنا الاسلامية ولعل من أهمها تفشي عادة التدخين وتدخين الشيشة والمعسل من قبل تلك البراءة، فهل هذا ما جناه الآباء المدخنون على أبنائهم؟ أم أن وسائل الاعلام تلك والتي انفتحت على العالم أجمع نقلت لنا تلك العادات ليسقط أبناؤنا خلفها مقلدين لذلك؟ أين الدور الأسري والمتابعة الدائمة للأطفال؟ «الرياض» بدورها الإعلامي تخاطب عدداً من أولياء الأمور والتربويين والمثقفين، حيث أكد العديد منهم أن تدخين الآباء كان له الدور الكبير في إقدام الأبن على التدخين مؤكدين أن التدخين ليس حرية شخصية فهو يؤثر على الناس المقربين وحتى الاصدقاء ورفقاء الطريق. (دور مهم للثقافة) في البداية كان الحديث مع رئيس نادي أبها الأدبي الاستاذ/ محمد بن عبدالله الحميد وذلك عن دور الثقافة للحد من انتشار ظاهرة التدخين بين الأطفال والابناء حيث أكد الحميد بأن الثقافة لها دور كبير ومهم للغاية لتدارك الاباء إنحراف أبنائهم واتباع أهوائهم التي قد تكون أحياناً تقع بالأبن الى الهاوية موضحاً أن دور الثقافة مهم في جعل الابن يدرك ما هو قادم عليه وهذا ينبني حول ثقافة من حوله سواء من الأسرة أي بمنزله أو بالمدرسة والتي تعتبر منزله الثاني موضحاً الحميد ان التوعية بأضرار التدخين يجب أن يتحملها الجميع مشدداً على وسائل الإعلام باستمرار حملاتها التوعوية للشباب ضد أخطار التدخين والأمراض التي يمكن أن تتفشى بين الشباب. ومن جهة اخرى أكد لنا الدكتور حسني عارف أن التدخين ظاهرة اجتماعية سيئة تحتاج إلى مجابهة من قبل المجتمع على كافة المستويات وتحتاج إلى قدر كبير من الوعي من قبل الأهل والرقابة غير المباشرة لاولادهم والعمل على فتح حوار بين الأولاد والاباء يسمح بمناقشة كافة مشاكلهم ويعطي فرصة في مساعدتهم في اختيار الاصدقاء ويجب على الاهل ان يكونوا القدوة الحسنة في نظر أبنائهم بامتناعهم عن التدخين في حال تعذر ذلك فيجب الامتناع عن التدخين داخل المنزل او السيارة من أجل المحافظة على صحة الجميع من ضمنهم هؤلاء الاطفال. وفي لقاء آخر أكد لنا الشاب علي بن سعد الاسمري ان مشكلة التدخين من القضايا التي تواجه شبابنا واطفالنا، فحقيقة المسئولية تقع على البيت في الدرجة الاولى والمدرسة في الدرجة الثانية، فالمدرسة هي البيت الثاني لهم فيجب التوجيه من قبل الاهل والمدرسين وعمل الندوات لهم عن خطورة التدخين وماله من أضرار مؤكداً يجب أن لاننسى دور الأب وولي الأمر وخصوصاً المدخنين فإنه يوجد علاقة طردية بين تدخين الاب وتدهور الاسرة فمن المهم جداً قيام الاب بمراقبة إبنه والتحقق ممن يختارهم لصحبته كما يجب على الوالدين أن يحرصوا على إشغال وقت الفراغ لدى الابناء بما ينفع. وعن تدارس بعض من أسباب تفشي هذه الظاهرة أكد لنا سلطان محمد أحد العاملين في مجال التدريس بإحدى مدارس أبها أن هناك أيضاً الكثير من المخالفات التجارية التي تشجع الصغار على التدخين، حيث هناك علب للحلويات لتشابه علب التدخين وكذلك اخرى تشابه شكل السجائر وهذا سيحبب ذلك لدى الاطفال ممن يشتكي ذووهم من الشقاوة لحب الاستطلاع والمحاولة وهذا جانب يجب الحرص فيه على مراقبة الاطفال هذا غير ما نقوم به نحن المعلمين من تقديم الوعي والتعريف الكامل حول اضرار التدخين وفي لقاء صريح مع احد الطلاب المدارس والذي لم يتجاوز عمره 17 عاماً وهو احد المدخنين، يقول الطالب: كنت الازم أبي وهو يدخن، حيث كانت رائحة السجائر تجذبني، فأجلس بقربه لأشمها، من دون أن الفت انتباهه، وحدث ان رآني يوماً أحاول تدخين سيجارة، كان قد تركها في (طفاية السجائر) مشتعلة، ليرد على مكالمة هاتفية، ولم يأخذ الامر على محمل الجد، بل تعامل معها باعتباره تصرفاً طفولياً، حيث كنت في العاشرة من عمري يومها، كنت أعتقد ان اشعال سيجارة بمثابة وضع القدم على اول طريق النضج والرجولة. لذا ظللت احلم بتلك الرجولة، حتى اشتريت اول علبة سجائر، ومنذ سن الثانية عشر، أحمل السجائر، ولم أكن استطيع ان اشعل السيجارة في البيت، حتى في غياب والدي، لذلك اصبحت ادخن في المدرسة، او في الشارع، اثناء التقائي أبناء الجيران، وذهابي للمدرسة وكان الوقت الأحسن للتدخين. فكنت في البداية، اشعلها وحدي في الطريق، خشية ان يراني زملائي ويبلغوا بالتالي الإدارة عني، ولكني مع الوقت نزعت عني ذلك الخوف، بعد أن دخلت في حلقات المدخنين من الطلبة، الذين خصصوا لأنفسهم أماكن مأمونة بعيدة عن رقابة المعلمين خارج المدرسة. وختاماً كان لنا أن نحافظ حقاً على هؤلاء الأبناء من هاوية التدخين والتي تعتبر بوابة للهلاك وضياع للمستقبل، حيث أكدت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية التي تتخذ من جنيف مقراً لها بالتعاون مع وزارة الصحة الامريكية، اشتملت على استطلاع عن عادات التدخين في اثنتي عشرة دولة حول العالم على مدى اكثر من سنتين، أن قرابة ربع المدخنين من الناشئة قد شرعوا بممارسة عادة التدخين مع سن العاشرة من العمر. وتبين من الدراسة ان كثيراً من هؤلاء الناشئة قد أبدوا الرغبة في الاقلاع عن التدخين، لكنهم لم يلقوا اي دعم يذكر يشجعهم على ذلك. واستنتجت منظمة الصحة العالمية ان الاطفال يدركون مخاطر التدخين من خلال مجهودات التوعية في مدارسهم، لكنهم يخضعون في المقابل لتأثيرات ترغبهم في تدخين لفائف التبغ من خلال الاعلانات التجارية التي تروج لها. فهل آن الاوان لكي نحافظ على صحة ابنائنا.