عبرت الأممالمتحدة يوم الجمعة عن قلقها البالغ بشأن تأثير الانتفاضة الشعبية في ليبيا على الأمن الغذائي في شمال أفريقيا وذلك لاعتماد المنطقة على استيراد الحبوب، وقالت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»: من المرجح أن يكون للأزمة المستمرة أثر كبير على الأمن الغذائي في ليبيا وفي المناطق القريبة المتأثرة بالأزمة، أمين مخزن ينتظر العملاء حيث تحذر الفاو من أزمة غذائية في أفريقيا جراء أحداث ليبيا. (AFP) وأضافت ان التعطيلات المحتملة في تدفق السلع والخدمات ونزوح السكان من بواعث القلق أيضا. وأدت انتفاضة ضد الزعيم الليبي معمر القذافي إلى تصاعد العنف بين المعارضة المسلحة وقوات الأمن وارتفاع الخسائر البشرية وتهديدات بالجوع وأزمة لاجئين بعدما فر الآلاف من البلاد. وقال دانيلي دوناتي رئيس إدارة عمليات الطوارئ لدى المنظمة: الوضع شديد التقلب وينذر بالتغير من يوم لآخر في الأسابيع والشهور القادمة، وأضاف يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعطل مفاجئ في الواردات وانهيار نظام توزيع الغذاء الداخلي. وقالت المنظمة: إن التعطيلات في الأسواق التي يحصل المزارعون منها على البذور والأسمدة تهدد كذلك الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي، ارتفعت أسعار كل المنتجات في فبراير «وخصوصا منتجات الألبان والحبوب باستثناء السكر. وارتفع مؤشر الفاو للحبوب الذي يشمل أسعار المواد الغذائية الأساسية الرئيسية وخصوصا القمح والأرز والشعير، 3,7 بالمائة في فبراير إلى 254 نقطة وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2008. وقالت: إنها تتوقع حدوث فارق بين العرض والطلب العالمي للحبوب في 2010-2011».ويرى دوناتي أنه ليس هناك خطر حاليا على توافر الغذاء في شمال أفريقيا لكنه قال: إن ذلك قد يتغير إذا طال أمد الصراع، ولا يتوقع دوناتي أن يكون للوضع اثر على أسواق الحبوب لكنه أشار إلى تزايد التوتر بسبب ارتفاع أسعار الغذاء. وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: إن لدى ليبيا التي تعتمد على استيراد ما يزيد على 90 بالمائة من احتياجاتها من الغذاء مخزونا يكفي لنحو أربعة شهور. من جانبها قالت المتحدثة باسم البرنامج ايميليا كاسيلا: إن هذا التقدير يستند إلى معلومات من السلطات الليبية، وأضافت: ان ليبيا كمستورد للغذاء تحتاج إلى أن تكون قادرة على جلب الغذاء وفي ضوء الوضع الأمني الحالي لا يمكن لواردات الغذاء تلك أن تسلك الطريق الذي تتدفق عبره عادة، ومن بين كبار مستوردي الحبوب الآخرين في المنطقة مصر, والجزائر, والمغرب, وتونس. وقالت المنظمة: إنه بالنسبة لمصر ستتسبب الزيادة الكبيرة في أسعار الغذاء عالميا في ارتفاع كبير في تكلفة الواردات في عامي 2010 و 2011, وفي تكلفة البرنامج الحكومي لدعم الخبز والذي يساعد في حماية المستهلك من ارتفاع الأسعار. وذكرت المنظمة أنها ستنشئ شبكة مراقبة مع برنامج الأغذية العالمي تغطي ليبيا والدول المجاورة لتتمكن من تقديم النصح بشأن السياسات للمساعدة في تقليل مخاطر المشكلات المتعلقة بالغذاء. وقال الفاو في تقرير صدر مؤخرا: إن الأسعار العالمية للمواد الغذائية بلغت مستويات قياسية في فبراير بينما يمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط بسبب الأزمة الليبية إلى جعل الوضع أكثر صعوبة. وكشف مؤشر الفاو أن الأسعار العالمية للمواد الغذائية سجلت رقما قياسيا جديدا في فبراير للشهر الثامن على التوالي. وقالت: إن الأسعار ارتفعت بنسبة 2,2 بالمائة على ما كانت في يناير, وبلغت 236 نقطة في المؤشر الذي وضعته الفاو التي أوضحت انه اعلى مستوى منذ أن بدأت قياس أسعار المواد الغذائية في 1990. وقال ديفيد هالام مدير إدارة التجارة والأسواق في الفاو: إن الارتفاع غير المتوقع في أسعار النفط يمكن أن يفاقم الوضع الهش أصلا في أسواق المواد الغذائية، وأضاف، هذا يعزز القلق من آفاق أسعار المواد الغذائية بينما موسم البذار على وشك أن يبدأ في بعض المناطق الزراعية». وبحسب مؤشر الفاو ارتفعت أسعار كل المنتجات في فبراير « وخصوصا منتجات الألبان والحبوب باستثناء السكر. وارتفع مؤشر الفاو للحبوب الذي يشمل أسعار المواد الغذائية الأساسية الرئيسية وخصوصا القمح والأرز والشعير، 3,7 بالمائة في فبراير إلى 254 نقطة وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2008. وقالت الفاو: إنها تتوقع حدوث فارق بين العرض والطلب العالمي للحبوب في 2010-2011». وحذرت المنظمة الدولية من انه في مواجهة زيادة الطلب وتراجع إنتاج الحبوب العالمي في 2010، أن تنخفض مخزونات الحبوب العالمية بسبب تراجع كميات القمح والحبوب الثانوية». وذكرت ان الأسعار العالمية للحبوب شهدت ارتفاعا كبيرا وزادت 70 بالمائة على الأقل منذ فبراير 2010». وتفيد تقديرات للفاو إن إنتاج الحبوب العالمي في 2010 اكبر بثمانية ملايين طن مما كان متوقعا في ديسمبر الماضي لكنه اقل من إنتاج 2009». وقالت المنظمة: إن التقديرات المتعلقة «باستهلاك الحبوب في 2010-2011 رفعت 18 مليون طن منذ ديسمبر»، خصوصا بسبب «الاستخدام المتزايد للشعير من اجل إنتاج الايتانول في الولاياتالمتحدة».