أجريت استفتاءً سريعًا في تويتر عن أيهما تفضل: زيادة مرتبك بنسبة 50بالمائة أم تحسّن الخدمات بنفس النسبة السابقة؟! وأقصد بالخدمات ما يجب أن توفِّره الحكومة من مواصلات عامة وطرق وصحة وتعليم وتسهيلات سكنية ومراكز ترفيه ...الخ! وقبل الخوض في النتائج أودّ الإشارة إلى أن الاستفتاءات عن طريق برامج التواصل الاجتماعي تفوق دقةً ومصداقيةً التي يجريها بعض المؤسسات الخاصة والحكومية دون شك، حيث إن إجابات تويتر سريعة وعفويّة وما نعرفه من علماء النفس بأن ما يخطر على البال في الوهلة الأولى يكون أكثر صدقًا! وصلني على مدار 3 ساعات 1274 إجابة أغلبها من السعودية والكويت وبعدهما بمسافة بعيدة مصر والمغرب. لم أتصور حجم المشاركة التي أثارت سلبيًا شجون المشاركين. شيء آخر لم أكن أتصوره وهذا تقصير مني وهو وعي الإجابات حيث «كنت أظن وخاب ظني» أن تكون محصورة في مصالح شخصية بحتة! حتى من فضّل زيادة مرتّبه على تحسين الخدمات لم يكن لدوافع شخصية وأنانية فقد كانت لهم آراؤهم المنطقية، اتضح لي أيضاً مدى تعطش شعوبنا لخدمات وحياة أفضل مصحوبتين باحترام وتقدير يليقان بهم، ولا أدري إن كانت هذه الدراسة المبدئية وغيرها من دراسات وأبحاث أعمق منها تحفّز أصحاب القرار في دولنا ويطبقون بالتالي المثل القائل : «شعوبنا تستاهل ونحن كرماء» ؟ أجمع 78 بالمائة من المشاركين على أهمية تحسين الخدمات ونسبة كبيرة مستعدة للتضحية بجزء من راتبها أيضاً وهذه أهم تعليلاتهم: • تحسّن الخدمات يقلّل من مصاريف الفرد ويوفِّر من راتبه. • سيلعب التجار لعبتهم السخيفة في رفع الأسعار عند زيادة الراتب. • تحسّن الخدمات سيقلل من مصاريف حكومية لا نهاية لها لصيانة خدمات سيئة أصلاً ويغلق باب فساد كبير ويستفاد من هذه الأموال في أمور أكثر أهمية. • تحسّن الخدمات سيغني عن راتب كبير يذهب نصفه للمستشفيات والمدارس الخاصة وصيانة الممتلكات والأرواح في الطرق العامة. وقد اتفق 17بالمائة ممن فضّلوا زيادة الراتب على سببين منطقيين في أن تحسّن الخدمات يفتح الباب لمشاريع سرقات جديدة وفساد جديد وفي أنها من السوء بحاجة تصل لنسبة 500 بالمائة وهذا ما يستحيل فعله، خاصة هنا! وبطبيعة الحال أصاب اليأس من كلا الخيارين ما بقي من نسبة لا تتجاوز 5 بالمائة من المشاركين! لم يخلُ الاستفتاء من أجوبة طريفة أعرض ما يسمح به الرقيب: • تحسّن الخدمات يسبقه قطع أيدي حرامية البلد. • وظفوني ثم اسألوني! • استحالة تحسّن الخدمات في ظل سيطرة رجال منتهيي الصلاحية على المؤسسات الخدمية. • مع زيادة الراتب لأسافر به للخارج واستمتع بخدمات راقية مع الاحترام والتقدير. • زيادة الراتب لتحسين النفسيات. • يسيبونا في حالنا، مش عايزين الأمور تسوء أكتر من كده. • زيادة الراتب فأنا قعيطي (بخيل) بالكاد أصرف الريال. • الخدمات لا تحسّن إلا جيوب «النخب الأول» في مقالك السابق عن الفساد! • إذا الميزانية فايضة ومحتارين فيها أعطوني إيّاها وأتصرف! خرجت من هذا الاستفتاء بأن حجم الوعي لدى شعوبنا كبيرٌ جدًا ويحملون همّ الصالح العام، حتى من فضّل زيادة مرتّبه على تحسين الخدمات لم يكن لدوافع شخصية وأنانية فقد كانت لهم آراؤهم المنطقية، اتضح لي أيضاً مدى تعطش شعوبنا لخدمات وحياة أفضل مصحوبتين باحترام وتقدير يليقان بهم، ولا أدري إن كانت هذه الدراسة المبدئية وغيرها من دراسات وأبحاث أعمق منها تحفّز أصحاب القرار في دولنا ويطبقون بالتالي المثل القائل : «شعوبنا تستاهل ونحن كرماء»؟ أتمنى ذلك قبل فوات الأوان! Nabeel_Almojil@