أدهشتني طريقة بعض الزملاء من أدباء المملكة والوطن العربي الذين كانت لهم اليد الطولى في استضافتي لعدد من المشاركات الثقافية المحلية والخارجية كيف تملكتهم الجرأة ويطالبونني بضرورة رد الجميل ! لم يخطر ببالي أن تنسيقهم لمثل تلك المشاركات سيكون لها مطالب اذ بهذا يلح علي أن أنسق له مشاركة في إحدى المؤسسات الثقافية أو الأندية الأدبية وذاك يكاشفني علنا متى أشارك عندكم في الأحساء وما بين البين هناك من يتأنق في الطلب ويشاكسني مازحا وظننته كذلك إذ به يؤكد مشاكسته الدبلوماسية ويسألني هل تحدثتِ مع مسؤولي الجنادرية عن مشاركتي معهم هذا العام ! انتفضوا أيها الأصدقاء من ثقافة (شيلني وأشيلك) ولندع صوت التفرد وصورة الإبداع الجميلة هي الناطقة في صناعة الحدث وخلق الأداء ولنستحضر المؤثر الحقيقي في بقاء الأثر. أدهشتني واقعا تلك الطلبات ضحكتُ منها تارة وتارة أخرى حوقلتُ بيني وبين نفسي وذات البين همهمتُ ليتني أستطيع العون لأعنتهم ليس رداً للجميل وإنما من باب مد جسور التواصل الفكري والثقافي ونوع من سبل التبادل المعرفي واثراء التجارب الإبداعية لكنني لن أتمكن من بعضها وإن نفذت البعض منها غير أنني لستُ مقتنعة بصور ذلك التعامل الأرعن كنتُ ولا زلتُ أبلبل وأردد إياكم وشللية العطاء انتفضوا أيها الأصدقاء من ثقافة (شيلني وأشيلك) ولندع صوت التفرد وصورة الإبداع الجميلة هي الناطقة في صناعة الحدث وخلق الأداء ولنستحضر المؤثر الحقيقي في بقاء الأثر دون الإبقاء على رين الوقع وجعجعة الصدى المزعجة للروح قبل العقل كان ولا يزال التبادل الثقافي وتلاقح الخبرات والتعاون المشترك بين الدول أساس تطور الشعوب وتقدم الحضارات وصورة مشرقة من صور الارتقاء بالفكر لكن ان تكون بالصورة التي صنعها مثل هؤلاء الباهتين هذا ما لا يقبله عقل ولا تستسيغه حضارة وإنني لأستغرب الحدث واقعا وتناوشني الهواجس من كل صوب كيف لمثقف عربي بارع أن تستدرجه الأضواء الباهتة إلى مستنقع الشحادة الجبرية ومغبة الاستجداء المنبري وهو من المفترض يكون لديه من مهام الفكر وقضايا الإبداع ما ينتشله من سفاسف الوقوع في مثل تلك التُّرُّهات ويكون الظهور وضجيج الأضواء آخر ما يفكِّر فيه وإن كنتُ لا استنقص من قيمة الضوء وأهمية الظهور لكنها الرسالة والهدف ولا غير الرسالة من تصنع المجد وترسم الأثر وتكون المؤثر في حدثية البقاء إن أردنا الصدق عدلا والواقع أمرا وإلاَّ سنكون أضحوكة الفكر بين مُفَكّري العالم وأحجية العصر التي سيعجز عن حلها عقلاء الأدب لتعذر التفكير فيها لسماجتها وفكاهة طرحها فيما بينهم !.