خلال الفترة من 2-3 ديسمبر 2012م عقدت في الدوحة ندوة كبرى بعنوان (العلاقات العربية الايرانية في منطقة الخليج) بتنظيم من منتدى العلاقات العربية والدولية وقدمت في الندوة أوراق هامة ومتميزة ونادرة، أبرزها «العلاقات العربية الايرانية في ظل صفقات ايرانية امريكية محتملة» للمتخصصة في الشئون الايرانية د. فاطمة الصمادي و «قضايا الهوية والثقافة السياسية في ايران وظلالها في العلاقات العربية « للدكتور محجوب الزويري و «المشكل الواقعي والمتوهم في العلاقة العربية الايرانية « للدكتور توفيق السيف و «ايران والشبكات الشيعية في الخليج» للدكتورة لورنس لوير و «الأسس الحاكمة للعلاقات العربية الايرانية» للدكتور عبد الخالق عبد الله و «ايران في المخيال العربي» للدكتور العراقي حيدر سعيد و «تأثير مكونات الهوية الايرانية في سياسة ايران الخارجية تجاه دول المنطقة» للمتخصص في الشئون الايرانية الأردني الأستاذ حسن العمري و «العلاقة العربية الايرانية في الواقع الجغرافي والسياسي» للدكتور عبد الوهاب القصاب، بغض النظر عما ستؤول اليه الأزمة السورية فان ايران ستكون مستفيدة من أحداث الربيع العربي لان ذلك وسع لها المجال لزيادة نشاطاتها. كانت الأجواء مشحونة، والاتهامات غالبة، وتبادل التهم طاغيا، لكن ايضا كانت الندوة فرصة هامة لسماع الآراء الأكاديمية والإعلامية والنخبوية بعيدا عن المجاملات والتخفية والتقية السياسية. و «العلاقات الخليجية الايرانية بين التحديات والفرص» للدكتورة ابتسام الكتبي و» العامل المذهبي في العلاقة العربية الايرانية» لوزير الثقافة الايراني الأسبق الدكتور عطاء الله مهاجراني و «العلاقة العربية الايرانية اعادة نظر في الواقع الجغرافي والسياسي» لبيرويز مجتهد زادة و «العرب وايران صراع المصالح والايدولوجيا « والمسألة الايرانية في العقل العربي» للدكتور محمد محفوظ و «نظرة على مستقبل الخليج في ضوء العلاقات العربية الايرانية» للدكتور لقاء مكي و « في الجوار الايراني الخليجي» للايراني الأصل الدكتور مهران كمرافا، عميد جامعة جورج تاون بالدوحة، وأخيرا «العلاقات العربية الايرانية في ظل صعود الإسلام السياسي « لكاتب المقال. تطرقت الأوراق والنقاشات للسياسة الخارجية الايرانية قبل وأثناء وبعد أحداث الربيع العربي وكيف ولماذا وكم ستستفيد ايران من وصول حركات الإسلام السياسي للسلطة في مصر وتونس وليبيا والمغرب؟ ومسألة احتلال ايران الجزر الاماراتية وأسباب رفض ايران التحكيم الدولي، وسياسات ايران في تصدير النفوذ والمذهب الى لبنان وتدخلها في العراق والصراع السوري وعلاقة ايران بالحوثيين والقاعدة والحراك الجنوبي في اليمن والملف النووي الايراني بمشاركة المسؤول السابق في الملف سيد حسين موسويان، ويمكن القول: إن أهم ما تمخضت عنه الندوة كان ما يلي : 1. ظهر ان الخلافات بين ايران والعرب ( خاصة الخليجيين ) لا تقتصر على العلاقات بين الحكومات، بل ان هذه الخلافات وسوء الظن والعنصرية هي ايضا بين النخب والشعوب ما يشير الى ان المستقبل غير واعد في تحسن العلاقات. 2. ان الخلاف المذهبي جزء بسيط من الخلاف الأكبر الذي يعود الى أسباب تاريخية وسياسية وثقافية. 3. لم تتطرق الندوة للقضية الاحوازية، وقد يعود السبب الى غياب أي متخصص أو أحد النشطاء الاحوازيين. 4. دعوت عبر ورقتي الى استخدام «الدبلوماسية الطائفية» وعنيت بها تحويل الطائفية الشيعية في دول الخليج من نقطة ضعف الى نقطه قوة يمكن استخدامها كورقة ضغط ضد ايران بدلا من ان يحدث العكس. 5. كان واضحا انه في ظل وجود أي توتر بين النخب الخليجية والإسلام السياسي الجديد في المنطقة العربية فان ايران ستكون المستفيد الوحيد والقادرة على استغلال ذلك لصالحها. 6. بغض النظر عما ستؤول اليه الأزمة السورية فان ايران ستكون مستفيدة من أحداث الربيع العربي، لان ذلك وسع لها المجال لزيادة نشاطاتها. كانت الأجواء مشحونة والاتهامات غالبة، وتبادل التهم طاغيا، لكن ايضا كانت الندوة فرصة هامة لسماع الآراء الأكاديمية والإعلامية والنخبوية بعيدا عن المجاملات والتخفية والتقية السياسية. abdulahalshamri@