شهدت ندوة «العرب والقوى الإقليمية» المتعلقة بعلاقة إيران مع العرب ضمن مهرجان الجنادرية بجزأيها البارحة، حضورا متوسطا مقارنة بالندوات السابقة التي كانت تحظى بحضور كثيف بالرغم من أن العلاقات العربية الإيرانية هي حديث الساعة منذ فترة. كما لوحظ أن أوراق العمل التي قدمها المحاضرون في الجزء الأول من الندوة والتي بعنوان «العرب وإيران.. فرص الشراكة والتعاون» التي أدارها أستاذ العلوم السياسية الدكتور أسعد الشملان لم تكن بالمستوى المنتظر، عدا ورقة رئيس مركز الشرق للدراسات الاستراتجية في القاهرة الدكتور مصطفى اللباد الذي بين الوضع الاستراتيجي في منطقة الخليج والتركيبة الجغرافية فيها، وتنامي القوة الإيرانية وطموحها وأبعاد ذلك على المنطقة، مؤكدا أن إيران ليست بتلك القوة التي يظنها العرب، بل هي ضعيفة ولكن انشغال العرب جعل إيران تتدخل في الشأن العربي، وتظهر بمظهر القوى. ولم تتطرق الندوة إلى محاولات إيران التدخل في الشأن الخليجي، وخاصة محاولاتها إشاعة البلبلة في السعودية والبحرين في أحداث البحرين، وأيضا مؤازرتها للنظام السوري ضد شعبه، كذلك عدم وقوف أستاذة العلوم السياسية في جامعة الإمارات الدكتورة ابتسام الكتبي عند قضية احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث التي مرت عليها مرور الكرام. وتطرقت الدكتورة الكتبي في ورقتها إلى الاعتبارات الإقليمية بين دول الخليج وإيران، مؤكدة أن التعاون هو الخيار الاستراتيجي، وموضحة في الوقت ذاته أن العلاقات الخليجية الإيرانية بشكل عام لم تشهد نوعا من الثبات، بل اتخذت طابعا بندوليا بين التوتر والهدوء، ولكنها اتسمت في مجملها منذ قيام الثورة الإسلامية بعدم الاستقرار. من جانبه، تطرق مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية الدكتور علي نوري زاده إلى مؤثرات التوترات في المنطقة التي من أهمها من وجهة نظره الحرب العراقية الإيرانية التي قتل فيها مئات الآلاف من الإيرانيين. أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر الدكتور محمد المسفر، فأوضح أن سياسة التسلح الإيرانية من أهم عوامل التوتر في المنطقة، حيث أثر على مستقبل الخليج في الوقت القريب. في الجزء الثاني من الندوة «العرب وإيران.. محددات العلاقة ومستقبلها» التي أدارها عضو مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل، تطرقت الدكتورة وفاء الرشيد إلى هيمنة إيران على المنطقة وتهديدها بإغلاق مضيق هرمز رغم صغر مساحته. أما الدكتور بشير عبدالفتاح فأكد أنه لا يمكن الحديث عن علاقات عربية إيرانية، إنما قطرية (بضم القاف) إيرانية، حيث يصعب الحديث عن سياسة عربية موحدة حيال إيران برغم وجود عدد من المشتركات في التصور مبينا أن مكمن التأزم والتوتر في العلاقات بينهما يتجلى في أزمة الثقة المزمنة بين الجانبين