يتوقع أن تبقي منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في اجتماعها غدا الأربعاء، على سقف إنتاجها الحالي، رغم عدم التقيد به، لكن أعضاءها قد يختلفون في المقابل حول تعيين أمين عام جديد للمنظمة، ويلتقي وزراء أوبك غدا الأربعاء في فيينا بمقر المنظمة، لكن يجب عدم توقع أي قرار مهم فيما يتعلق بانتاجها، كما قال منوشهر تاكين، المحلل في المركز العالمي لدراسات الطاقة، واعتمدت أوبك - التي تضخ نحو 35 بالمائة من العرض العالمي للنفط في ديسمبر 2011 - سقفاً يحدد الإنتاج الإجمالي لدولها بنحو 30 مليون برميل في اليوم، دون توزيع حصص فردية، وهو سقف أعيد العمل به في يونيو الماضي، بعد تدهور أسعار الخام، ومنذ ذلك الحين استقرت أسعار النفط، وتتراوح منذ شهر ونصف الشهر في لندن بين 108 و 112 دولاراً، غير بعيدة عن مستوى 100 دولار الذي اعتبرته العربية السعودية، أكبر دول أوبك وأبرز الدول المصدرة في العالم “معقولاً”، وأوضح هاري تشيلينغيريان المحلل لدى مصرف بيه ان بيه- باريبا أنه في غياب ارتفاع الأسعار لا يوجد أي داع، يدفع السعوديين لزيادة الإنتاج”، وتبقى السوق متأرجحة بين الآفاق غير الواضحة للاقتصاد العالمي، التي من شأنها أن تؤثر على الطلب على الطاقة، دول أوبك قد تبقى مستعدة لتخفيض إنتاجها الحقيقي، في حال تدهورت الأوضاع التي تتسبب في تراجع الأسعار، وتوقع أن ينخفض الطلب على نفط أوبك بشكل كبير في عام 2013 وبين توترات لاتزال حادة في الشرق الأوسط، بدءا من مصر وصولاً إلى سوريا مروراً بغزة، ما يغذي المخاوف من اضطرابات في نقل النفط الخام، لكن تشيلينغيريان خفف من وطأة هذا الأمر قائلا : “إن الإنتاج الحقيقي هو المهم قبل أي شيء آخر”، وأشار إلى أن هذا السقف الجماعي لا يعني أمرأً هاماً عندما تكون إحدى الدول الأعضاء (إيران) خاضعة لعقوبات دولية، وضخت أوبك في شهر أكتوبر الماضي نحو 31,16 مليون برميل في اليوم من الخام، بحسب وكالة الطاقة الدولية، أي اكثر من سقف 30 مليون برميل في اليوم المحدد قبل عام، رغم تدهور الإنتاج الإيراني بنحو الربع في غضون عام، مع زيادة السعودية عرضها بشكل كبير للتعويض عن النفط الإيراني، واعتبر تاكين أنه رغم الاحتفاظ بسقف الإنتاج كما هو متوقع، فان دول أوبك قد تبقى مستعدة لتخفيض إنتاجها الحقيقي، في حال تدهورت الأوضاع التي تتسبب بتراجع الأسعار، وتوقع أن ينخفض الطلب على نفط أوبك بشكل كبير في العام 2013، وأكد عبد الله البدري الأمين العام لأوبك منتصف الشهر الماضي أن السوق مزودة بشكل جيد، في حين أن الاستهلاك العالمي يتضاءل، ويتوقع أن يختار الوزراء في اجتماع الأربعاء خلفاً للبدري - الذي تنتهي ولايته مع نهاية العام - وهي مسألة بقيت عالقة أثناء الاجتماع السابق في يونيو الماضي، وقال ويلسون باستور موريس وزير النفط الإكوادوري : إنه سيسحب ترشيحه، ليبقى في المنافسة مرشحا إيران والسعودية، وكذلك المرشح العراقي ثامر غضبان. يذكر ان أوبك قد توقعت في تقرير لها أن يستمر النفط الخام المصدر الأساس للطاقة مستقبلاً، وتوقعت بالنسبة ل «اقتصادات» النفط في المديين القصير والمتوسط، أن الناتج المحلي للدول الأوروبية سيستمر على مستوى منحفض في 2013، أي في حدود 1.9 بالمائة، ولهذا الانكماش في دول الاتحاد الأوروبي انعكاساته العالمية، إذ إن ناتجها يعادل نحو خمس الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إضافة إلى أن الاتحاد الأوروبي هو أهم مستورد من الدول الناشئة، مثل الصين.أما بالنسبة للمدى الطويل، فتتوقع «أوبك» أن يرتفع معدل النمو الاقتصادي العالمي بنحو 3.4 بالمائة سنوياً خلال الفترة 2012- 2035، واعتمدت في ذلك على فرضيتين، النمو السكاني العالمي، وتوقع زيادة محدودة في تحسن الإنتاجية. ويرجح بحلول عام 2035 أن يرتفع نمو الاقتصاد الهندي خلال 10 سنوات ليسبق الصين، وتتوقع «أوبك» في السيناريو الوسطي الذي رسمته، الذي اعتمدت فيه سياسات هي بالفعل تحت التنفيذ حالياً، أن يزداد الطلب على الطاقة الأولية خلال الفترة 2010- 2035 نحو 54 بالمائة، وسيشكل الوقود الأحفوري نحو 87 بالمائة من مجموع الطاقة المستهلكة عالمياً، مقارنة بنحو 82 بالمائة عام 2035، وسيستمر النفط المصدر الأساس للطاقة طوال الفترة المذكورة، باستثناء السنوات الأخيرة من هذه الفترة، حيث ستتقارب نسب استهلاك الفحم الحجري والنفط الخام، لكن ستزداد نسب الغاز الطبيعي المستهلك وكمياته، لتفوق الفحم والنفط، بحيث ترتفع نسبة استهلاك الغاز من 23 إلى 26 بالمائة، وهي ترى أن الطلب على النفط سيرتفع في المدى البعيد ( عام 2035) نحو 20 مليون برميل يومياً ليصبح نحو 107.3 مليون برميل يومياً، مقارنة ب «87» مليون برميل يومياً في 2010، لكن هناك عوامل مهمة قد تقلص من استخدام النفط بين الحين والآخر، وتشمل هذه العوامل السلبية الانحسار الاقتصادي العالمي، وارتفاع أسعار النفط، وتطوير تقنيات جديدة خاصة في قطاع المواصلات، حسب الحياة.