أبقت وكالة الطاقة الدولية أمس على توقعاتها للطلب على النفط هذه السنة، مؤكدة أنها تؤمن بسقف للأسعار، ومستبعدة سيناريو يتوقع تدهوراً جديداً في أسعار الخام التي تراجعت من أعلى مستوياتها في آذار (مارس). وعلى رغم التباطؤ الاقتصادي، توقعت الوكالة تسارعاً في نمو الطلب عام 2013، مع زيادة مليون برميل يومياً، حتى وإن كان الانتعاش الاقتصادي المعتدل اقل من المتوقع العام المقبل. وتوقعت في تقريرها الشهري أن يصل الطلب إلى 89.9 مليون برميل يومياً، وقد يتراجع 15 ألف برميل، في حين سيرتفع إلى 90.9 مليون برميل يومياً العام المقبل، كما سيتجاوز طلب الدول غير المنضوية في «منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية»، للمرة الأولى، الطلب في الدول المتقدمة في الفصل الثاني عام 2013. وفي ما خص السوق، اعتبرت، على رغم إقرارها بانفراج واضح منذ بداية السنة، أن «الأخطار في مجال العرض ستواصل ضمان سقف للأسعار هذه السنة» على رغم تراجع كبير في سعر النفط منذ أربعة أشهر. وأدت مراجعة توقعات النمو، التي أشارت إلى تراجع إجمالي الناتج الداخلي العالمي من 3.5 إلى 3.3 في المئة هذه السنة ومن 4.1 إلى 3.8 في المئة العام المقبل، إلى خفض التوقعات العامة لجهة الطلب على النفط، لكن مراجعة المعطيات عوضت عنها، خصوصاً بفعل الطلب القوي لليابان بعد حادث فوكوشيما النووي. واعتبرت الوكالة أن على رغم هذه الآفاق الاقتصادية المتدهورة، فإن «القدرة الكامنة للأسواق الناشئة والخطر المستمر من مفاجآت سلبية من جانب العرض، قد تُبقي على الأسعار مرتفعة في المطلق»، بينما لم تحدّد أخطار معيّنة خلال الأشهر المقبلة. لكنها أشارت إلى التوتر مع إيران، التي وصل إنتاجها إلى أدنى مستوياته منذ 22 سنة، والتي ساهمت سابقاً في إبقاء الأسعار عند مستوى مرتفع. وتوقعت أن يشهد عام 2013 زيادة نحو مليون برميل يومياً، مقارنة ب700 ألف برميل عام 2011 و800 ألف هذه السنة، لكنها تبقى أدنى كثيراً من الاتجاه الذي كان سائداً قبل الأزمة. وأعلنت شركة الطاقة الجزائرية «سوناطراك»، المملوكة للدولة، أنها بدأت مطلع الشهر الجاري إغلاقاً كاملاً لمصفاة سكيكدة، أكبر مصفاة في البلاد، يستمر 15 يوماً، لكن اغلاقات جزئية ستستمر لأشهر. وقال نائب رئيس الشركة لنشاطات ما بعد الإنتاج، عبد القادر بن شوية «سوناطراك ستغلق وحدة إنتاج خلال الأيام القليلة المقبلة لمدة 75 يوماً، ثم ستغلق وحدة ثانية في أيلول (سبتمبر) المقبل بالتزامن مع إعادة تشغيل الوحدة الأولى». وكشف رئيس الشركة عبد الحميد زرقين أمس أن عائدات النفط بلغت خلال النصف الأول من السنة 37.7 بليون دولار، محذراً من استمرار التراجع بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وانحسار الطلب على النفط، موضحاً خلال عرضه لحصيلة المجموعة خلال النصف الأول من السنة إن الإنتاج الشامل للمجموعة بلغ 102 مليون طن من المعادل النفطي نهاية حزيران الماضي، فيما بلغت الكميات المصدرة خلال الفترة ذاتها 57.2 مليون طن، بينما قدرت الجباية البترولية التي سُدّدت للخزينة العامة خلال النصف الأول من السنة ب2.2 تريليون دينار (نحو 29 بليون دولار). وأعلنت «دي أن أو» النروجية للنفط والغاز أمس أنها قررت عدم المُضي في خططها لشراء شركة «كالفالي بتروليوم» المدرجة في تورونتو. وكانت الشركة تعتزم تقديم عرض قيمته 216.8 مليون دولار كندي نقداً (211 مليون دولار) لشراء «كالفالي» لتعزيز احتياطها في اليمن، لكنها أعادت النظر بعدما كشفت «كالفالي» أن أحد شركائها لديه خيار مضاهاة العرض. وانخفضت العقود الآجلة لمزيج «برنت» دولاراً واحداً إلى 99.23 دولار للبرميل أمس، بعد إعلان وكالة الطاقة الدولية، ومع ترقب المستثمرين بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الصين اليوم. وهبط سعر النفط الأميركي دولاراً إلى 84.81 دولار للبرميل، بينما أعلنت «أوبك» أن سعر سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 96.84 دولار للبرميل أول من أمس، من 96.43 دولار في الجلسة السابقة.