تجددت المواجهات بين مسلحين في منطقتي باب التبانة المؤيدة للثورة السورية وجبل محسن المؤيدة للنظام السوري بطرابلس عاصمة شمالي لبنان امس واستخدمت فيها الصواريخ والرشاشات، في وقت خلفت اشتباكات السبت قتيلين وستة جرحى لترتفع حصيلة المواجهات التي اندلعت الثلاثاء الماضي إلى 14 قتيلا. وقال مصدر أمني إن الاشتباكات المسلحة التي وقعت السبت خلفت قتيلين وستة جرحى مشيرا إلى أن الجيش اللبناني تلقى تعزيزات صباح امس. وأضاف أن قوات الجيش تتمركز في الشوارع الجانبية لباب التبانة وجبل محسن وليس على الطريق الفاصل بينهما. وتأتي هذه الموجة الجديدة من العنف بعد الهدوء الحذر الذي خيم منذ صباح الجمعة على مختلف محاور التبانة والقبة وجبل محسن والريفا والبقار والمنكوبين والحارة البرانية مع انتشار الجيش اللبناني في الأحياء المتوترة في المدينة. وكان وزير الداخلية مروان شربل عقد اجتماعات أمنية في مدينة طرابلس، وحذر من أن الاشتباكات قد تمتد إلى مناطق أخرى في المنطقة إذا لم تتوقف في طرابلس. واندلعت الاشتباكات بطرابلس الثلاثاء الماضي بعد توتر شهدته المدينة إثر أنباء تحدثت عن مقتل 22 مقاتلا سلفيا من أبناء المدينة في سوريا على أيدي الجيش السوري. وكان هؤلاء المقاتلون ذاهبين -على ما يبدو- للقتال إلى جانب كتائب الثوار في سوريا. من ناحية ثانية, قال مسؤولون محليون ان السلطات اللبنانية تسلمت امس الاحد أول ثلاث جثث من مجموعة تضم 14 مسلحا لبنانيا وفلسطينيا قتلوا في سوريا فيما لا يزال القتال الذي تفجر بسبب موتهم يهز ارجاء مدينة طرابلس بشمال لبنان. وقال مراسل لرويترز في المنطقة ان قتالا اندلع الليلة قبل الماضية أودى بحياة شخص على الاقل ليزيد عدد القتلى على 14 خلال اسبوع علاوة على سقوط أكثر من 120 مصابا. وتصاعد التوتر في شمال لبنان منذ ان قتلت قوات الامن السورية قبل اسبوع في بلدة سورية حدودية 14 على الاقل من اللبنانيين والفلسطينيين السنة من المنطقة. ويبدو ان هؤلاء الرجال انضموا الى القتال ضد الرئيس السوري بشار الاسد. وتثور شكوك منذ مدة بشأن تسلل نشطاء من شمال لبنان الى سوريا الا ان مقتل المسلحين أدى الى تفاقم التوتر في ميناء طرابلس المضطربة اصلا. وبث التلفزيون السوري لقطات للقتلى اللبنانيين الذين غطت الدماء جثثهم فيما ظهرت اثار الاعيرة النارية على الجثث. وتظاهر اهالي القتلى الاسبوع الماضي للمطالبة باستعادة الجثث فيما تواصلت المصادمات في طرابلس. وتم التوصل الى اتفاق في نهاية المطاف بين المسؤولين السوريين واللبنانيين لنقل الجثث على دفعات.