* نحن بحاجة للديتوكس، لا لإزالة السموم من الجسم وتنظيفه فحسب، بل نحتاج الديتوكس بين فترة وأخرى لتنظيف كل الرواسب الضارة في حياتنا من علاقات واهتمامات ومُشغلات ومتعلقات، والديتوكس هو اختصار لمصطلح «حمية إزالة السموم من الجسم»، ومع تكاثر وسائل التواصل نحتاج بين فترة وأخرى أن نغربلها و«ندوكسها»؛ لأننا نكتشف أننا يوميا نستهلك المزيد من الوقت ونكرر نفس الروتين دون أن نخرج بفائدة معينة حتى الترفيه المنشود من خلال تلك الوسائل يبدأ بالتلاشي مع تكرار المشاهد وقوة الدراما التي ما أن نتفاعل معها وننتظر الحلقة الأخيرة منها نكتشف أنها غير حقيقية؛ بل تهدف «لجعلنا البطة التي تبيض الذهب لهم»، وأنه تم استغفالنا والضحك علينا، والديتوكس في وسائل التواصل مفيد جدًّا لحذف البرامج المرهقة وتنظيف الذهن والتخلص من السموم التي تراكمت عليه، ونوفر المزيد من الوقت لأنفسنا ومن حولنا، فبدل أن نلاحق 6 برامج أو أكثر يمكننا الاكتفاء بنصف العدد؛ لأن الواقع أن أي حدث يصل لمرحلة «الترند» فإنه سيكون حديث كل البرامج؛ لأن حقيقتها مبنية على «الترندات» فلا خوف ولا جزع من أن يسبقنا أحد - ملحوقين خير -. * نحتاج «الديتوكس» حتى في الهواء الذي نتنفسه ونبعد عنه كل الملوثات البيئية الضارة التي لو نطقت «كلانا» لقالت بعبارة لطيفة حنونة: «سممتوني جعلكم الصلاح!». نحتاج الديتوكس لنلملم الفوضى في حياتنا وننظمها حتى لا نصل لمرحلة الاكتناز القهري، فالأوراق والفواتير التي قضى عليها غبار الزمان ضعها في أقرب حاوية وتذكّر أننا في عصر التقنية «احذفها واطمئن»! وهذا الاكتناز ذكّرني بوالدي «رحمه الله»؛ حيث كان يحتفظ بالفواتير في «سحارته الحديدية الحمراء»، وكل فترة يجمعنا لنقرأ ونفلتر، وإن كان يميل إلى الاحتفاظ بأكبر قدر بعبارته الحنونة «خلوها يمكن نحتاجها». * وعلى «طاري» «الديتوكس»، كانت والدتي على عكس والدي «رحمهما الله»، كانت «تدوكس» البيت كل عام من رمضان وكانت فعالية جميلة؛ حيث نخلع الشبابيك من قعرها لنغسلها ونعيدها وأبواب المكيفات، ولو استطاعت والدتي في حينها أن تخلع الأبواب والأرضيات لفعلت، كنا نستمتع بفعالية غسل السجاد والتزحلق عليه ثم الرمي والتخلص من الأشياء التي لم تستخدم ذلك العام كدليل على أننا لم نكن بحاجتها وكذلك الجيران، فحاوية الحارة كانت مميزة قبل رمضان وكأنها دليل من أدلة قرب الشهر الفضيل ورمزية من رموزه المحببة. * نحن نحتاج للديتوكس للتخلص من كل ما يجعل حياتنا مليئة بالسموم الضارة ونعيش معها ونتحمّل ثقلها وألمها ونمضي دون أن نفكر، لذلك أيها الأحباب «دوكسوا» حياتكم ونظفوها وأزيلوا ثقلها لتكون الحياة خفيفة كالريشة جميلة كحديقة غنّاء وارفة. @ghannia أخبار متعلقة بين المظهر والمخبر يجمع السعودية واليمن.. تعرف على تفاصيل معرض "بين ثقافتين" البريكس بين الاقتصاد والسياسة