لا هيتَ لكْ.. هذا مقامُ العائذين من الغياهبِ بالحلكْ دمنا شقوقٌ لا يغادرُها الظمَا غافٍ على جرح الترابِ وما هلكْ قالتْ بنفسجةٌ - أبيحتْ روحُها : أنا محضُ لوتسةٍ.. تدلتْ من قميصِ النيلِ..فاجَأها الرّصاصْ.. وأنا اكتمالُ الفيضِ ..أدركَ ماؤه لغة الخلاصْ!! لن يستوي دمُنا على كفيكَ يا أبتِ فمَنْ ينجو إذا حان القِصاصْ..؟ يا صاعدَ الوهمِ اتئدْ فالمجدُ زَيْفٌ..حِيزَ لكْ لا هيتَ لكْ لي حزنُ مصرَ.. وهذه الأنهارُ من دمعٍ ونارْ لي عودك المصلوبُ - فوقَ أسنةِ التاريخِ - ينهشُه البوارْ يا قلبَ أمّي .. ما الذي بالليلِ كحَّلَ مَنهلكْ ؟ لا هيتَ لكْ للريح ألف نبوءةٍ.. ونبوءتي قيدُ انتظارْ كالريح كنا نصطلي وِردَ السبيل إلى الفرارْ ولكم عَقدنا – والأماني خيلنا- عزمَ القرارْ لكنه الذئبُ الذي ألفَ الخديعة كبّلكْ لا هيتَ لكْ للذئبِ أقنعة تلوّحُ بالبشائرِ والنعيمْ .. للذئب آلافُ الذيول كسياطِ جلادٍ لئيمْ وله مناجلُ أجهضتْ حلمَ النهارْ.. يا أيها الليلُ استَتِرْ فالشمسُ تاجٌ ليس لكْ ما أجهلكْ!.. يا أيها الشركُ المدججُ بالعواصفِ والسكوتْ.. ما ضرّها الطرقات..! لو كنّا نرابطُ .. أو نفوتْ .. ذابت على شفةِ الخديعةِ نجمةٌ النورُ في فمها يموتُ.. ولا يموتْ.. إنّا رشقنا الخوفَ ..في أحلامنا .. فاختر لموتكَ آيةَ !! تنجيكَ .. من فزعِ السقوط وغناؤكَ المحزونُ يطلقُه الفَلكْ.. لا هَيْتَ لك..!! لا هَيْتَ لكْ..