يتبقى قرابة 20 يوما قبل إعلان الميزانية التقديرية للعام 2013 بما فيها كشف حساب العام الحالي الذي يوشك على الإنصراف والتي يتوقع أن تكون قد حققت إيرادات ناهزت 1.2 تريليون ريال ، وفي كل الأحوال فلا زالت طريقة إعداد الميزانية والأرقام المعلنة للمصروفات المنفقة والمتوقعة وكذلك الإيرادات المتحصلة والمتوقعة تواجه بانتقادات الاقتصاديين والمحللين فهي في واقع الحال لا تحمل إجابات شافية على كثير من الأسئلة المطروحة وعلى رأسها المنهجية المتبعة في تقدير سعر برميل النفط والبناء عليه في إعداد الميزانية. وعلى كل حال فإنه من الطرافة بمكان أن يتوافق موعد الإعلان المتوقع للميزانية مع قدوم موسم المربعانية الشتوي وهو الأشد بردا ، فلعل الله أن يقيض للمواطن السعودي موازنة ومشاريع ومخصصات تدخل البهجة والدفء والتفاؤل له ولبلاده. وبالعودة لحديث المكاشفة ، فإن المتتبع يلحظ عودة الحديث والجدل حول ذلك المستوى من الإفصاح والشفافية الذي تبني عليه وزارة المالية بياناتها وقوائمها المتعلقة بالموازنة العامة للدولة ، إذ لا زالت الآلية والمستوى الذي أدارت به كل مؤسسة حكومية الاموال المناط بها استثمارها تنمويا غائبا تماما ، بل وكيفية تقدير الحاجات المستقبلية لكل وزارة وصولا بعلاقة وزارة التخطيط والاقتصاد بالتوقعات المستقبلية للاقتصاد الوطني ودعم التوجه نحو اقتصاد متنام ومتكامل . ولا زلت وغيري في كل عام ننتظر أن تعلن الدولة برنامجا حقيقيا يجسد الإرادة نحو العبور إلى مصاف الدول الصناعية والحد من اعتمادها على النفط كمورد رئيس لإيراداتها ، ورغم ذلك فإن الرقم 93% والذي يمثل مساهمة عائدات النفط في الموازنة يعد رقما مرعبا ومحزنا في آن معا. إن الحديث عن الموازنة العامة للدولة يقود وبشكل مباشر للإنجازات التنموية التي حققها الفريق الحكومي بمختلف مؤسساته ووزاراته ،ولعله قد آن الأوان للنظر باهمية منح مجلس الشورى مزيدا من الصلاحيات التي تخوله بدرس ومناقشة الميزانية العامة بل والتوقف عند حجم المنجز وإعمال مفاهيم المحاسبة والمساءلة حول مؤدى مقدرات الوطن وأهمية تحقيق رؤى الحكومة وتطلعاتها ، لعلع من الجدير بالقول أن تريليونا من الريالات لجدير بتكاتف الحكومة بمؤسساتها مع النخب الوطنية السياسية والاقتصادية والمجتمعية من خلال الخلوص إلى المنهج المثالي الذي يحقق امثل استغلال للثروة . تويتر: @Alyamik