أود أن أبدأ مقالي بسؤال بسيط، وهو متى سنفكر بمنطقية قبل تصديق الإشاعات ونشرها؟! فجميع المستخدمين وصلتهم رسائل على هواتفهم تشير الى أن خدمة «الواتس اب» ستتوقف في 28 يناير القادم، ويجب عليهم تمرير هذه الرسالة إلى جميع أصدقائهم، وفي حال لم يقوموا بذلك فسيتم تعطيل حساباتهم وحذفها بعد 48 ساعة، وسيضطر المستخدمون إلى دفع مبلغ مالي مقابل إعادة تفعيلها، فهل هذا منطقي ؟! أو رسائل أخرى بأنه قد تم اختراق التطبيق وجميع حسابات المستخدمين قد أصبحت في أيدي قراصنة المعلومات، لكن المشكلة في بدايتها لم تكن إلا أن وجود خطأ برمجي أدى إلى عدم إظهار حالة المستخدمين واستبدلها بكلمة «Error: Status Unavailable» أي أن حالة المستخدم غير متاحة، ولم يتم إيقاف الخدمة فهل هناك عقل يصدق ذلك؟ شخصيا وبصراحة راودني شك في صحة إشاعة الاختراق لأن الأمن التام لم ولن يكون إلا حلما يراود الكثيرين، لكن ما جعلني استبعد ذلك هو عدم توقف الخدمة من قبل الشركة المطورة للتطبيق أو المستضيفة لملفات المستخدمين. قد يكون طرحي قاسيا بعض الشيء لكنني أجد نفسي معذورا في ذلك، وسأركز على مستخدمي الآيفون في البداية الذين من المفترض أنهم اشتروا التطبيق بمبلغ 0.99 دولار، فهل هناك تطبيق مدفوع يطالب مستخدميه بدفع رسوم أخرى لاستخدام التطبيق؟ أما مستخدمو نظام الأندرويد والأنظمة الأخرى التي يكون فيها التطبيق مجانيا، فلا ألومهم على تصديقهم لتلك الإشاعات لسبب واحد وهو أنهم قاموا بتحميل التطبيق بشكل مجاني وقد يكون ذلك عذرهم المقبول، لكن تصديقهم لكذبة أنه في حالة إرسالهم لرسالة لا تحمل أي ملفات أو روابط أو حتى صورة على أقل تقدير ستقوم بجعل التطبيق مجانيا لهم فهذا لا عذر له. لكن بصراحة أذهلني تصرف الكثيرين الذين قاموا بإرسال تلك الرسالة، فالعقل والمنطق يتنافى مع ذلك لكن لكل شخص وجهة نظر، لا أنكر أننا دخلنا في فترة يصعب فيها تحكيم العقل والمنطق في كثير من الأمور لكن ليس لهذا الحد. حين وصلتني الرسالة في بادئ الأمر تذكرت ما كان يتم تداوله عبر البريد الإلكتروني وخاصة الهوت ميل حول جعله مدفوعا، وهي الإشاعة ذاتها التي تم تداولها في «الواتس أب». وأختم بأن على الجميع التأكد من الرسائل قبل نشرها، فكثير من الرسائل تكون مغلوطة ومكذوبة بهدف إرباك المستخدمين، فعليهم عدم تصديق أي أخبار أو أحداث تصلهم عبر برامج التواصل ما لم تكن تحتوي على مقاطع فيديو أو صور أو روابط لصفحات انترنت على أقل تقدير. @AHMAD_BAYOUNI