في الشتاء كل شيء يتحداك البرودة، والرطوبة، وقطرات الندى على زجاج السيارة، والبخار الذي يخرج من فمك وكأنك تنين، ورائحة القهوة ، ودخان النار، ومنظر الحطب في خيمة جارك الكهل الذي تتحاشاه طيلة الصيف، ووقع حبات المطر على طبلة أذنك . كل شيء يتحداك لئلا تذهب للعمل أو للدراسة مقابل أن تضحي بلحظة قد تدخل السعادة لقلبك .. سمعت قبل أسبوع نصيحة لدكتور أوز يقول بين كل شهرين لابد من إجازة يوم لكل الموظفين، والحقيقة أنني أطالب بها في البرد لأننا لا نستمتع به رغم الفرحة التي يدخلها لأرواحنا وأعشاشنا. هطل المطر منذ يومين، دقت رشاته على نوافذنا، ونحن محبوسون في المكاتب وأطفالنا محبوسون في المدارس، سمعناها وما رأيناها أمام تحديات ارتباطات الغد والالتزامات الأخلاقية والأدبية تجاه الآخرين. المهم ألا نضيع في هذا الشتاء حلاوة اللقاء بمن نحبهم وأن نحفظ عن ظهر قلب تعابير وجوههم الدافئة وأن نستمتع بلذة الطعام وكأني به خرج من جهنم، ومنظر العشب وقد أغرقه المطر، وانبعثت رائحة التراب تفوح في المكان وتضاهي رائحة أثمن أنواع العود .(صباحكم عمل وأمل وهجولة)
دقه بنجر يسمعه كل مشتاق راع الهوى يطرب إلى دق بخفوق خله تفوح وراعي الكيف يشتاق إلى طفح له جوهر صح له ذوق