يتفاخر العرب بدق النجر (اي ضربه بقوة) لكي يصدر صوتا لكي يسمعه الضيف والجيران و يعتبر مناديا للحضور للقهوة . وبمجرد ان يسمع الجيران صوت النجر يحضرون عند من يدق نجره لانه يدعوهم الى ذلك. وحتى الضيوف اذا حلوا فأنهم يذهبون الى البيت الذي يسمعون به دق النجر لانه من علامات الكرم . إن الرنين الذي يحدثه النجر عند العربي وعند ابن الجزيرة أجمل وأهم عنده من كل الروائع الموسيقية, لذلك هو يتفنن في استخدامه, وفي ضربه عموديا وافقيا, كما يتفنن في دقه بين القوة والهدوء يقول الشاعر الدندان واصفا ذلك: "مل قلب طايل غله وكاني مثل نجر كل ماحسوه دني ان صقع الاصبار يشهر بعوماني وان ركد دقه ضلوعه لجلجني" ويحرص الكرماء ان يكون صوت النجر عاليا كي يسمعه المارة والجيران حتى يأتي من يريد منهم تناول القهوة. يقول الشيخ / عجران بن شرفي طالبا من الذي يصنع القهوة ان يضرب النجر بقوة كي يعلو صوته: "يافهيد صك النجر يوحيك بتال صكه كفاك الله جميع الاذايا ثم دن نجر في الدهر يعول اعوال اعوال سبع لي حدته الضرايا وعليه كيف لي من البن فنجال جعل الرخوم ونسله لك فدايا" اسماء النجر: تختلف اسماء النجر من منطقة الى اخرى ومن هذه الاسماء : نجر - مهباش -منحاز - مدق - هاون - الهوند - النجيرة او النقيرة. ويصنع النجر من النحاس اللامع الصلب القوي, ويكون مخروطي الشكل واسعا من الاعلى ويضيق في اسفله وله قاعدة قوية سميكة ولها عصا غليظة تسمى (يد النجر) وللنجر اشكال مختلفة متفاوتة الحجم بين كبير وصغير. ويقسم أبناء البادية طرق القرع على النجر الى: * التثليثة : وهو ثلاث دقات في كل مرة مرتين ثقيلة في وسط النجر ومرة خفيفة في طرف النجر. * التربيعة : وهو أربع دقات في كل مرة ثلاث ثقيلة وسط النجر ومرة خفيفة في طرف النجر. * التخميسة : وهو خمس دقات في كل مرة أربع ثقيلة وسط النجر ومرة خفيفة في طرف النجر. يقول الشاعر أحمد الحماد: أثر دق النجر الأول للبعيد .. دقتين دقتين بالعدال النجر والشعراء الشيخ / تركي بن حميد رحمه الله يصف القهوة وصوت النجر بقوله: يا ما حلا يا عبيد في وقت الاسحار جر الفراش وشب ضو المناره مع دلة تجذا على صالي النار ونجر الى حرك تزايد عباره النجر دق وجاذب كل مرار ما لفه الملفوف من دون جاره في ربعة ما هيب تحجب عن الجار لا من ولد اللاش ما شب ناره ويقول الشاعر الامير محمد السديري: "يابجاد شب النار وادن الدلالي واحمس لنا يابجاد مايقعد الراس ودقه بنجر ياظريف العيالي يجذب لنا ربع على اكوار جلاس" ويقول الشاعر / محمد بن عبد الله القاضي ايضاً من قصيدة طويلة: دقه بنجر يسمعه كل مشتاق راع الهوى يطرب الى طق بخفوق ولقم بدلة مولع كنها ساق مصبوبة مربوبة تقل غرنوق ويقول الشاعر الشيخ حمد بن سعود العبدالرحمن آل ثاني: مد الفراش وشب نار المعاميل وخل النجر للجار عنك ينادي كوده يجيب اللي يبون التعاليل ويرتاح بال اللي ر وأدني المعاميل ابن الاكرام اللي دلاله حشمها النجر لولا دنته ما شريناه يقال ان رجلا متشددا وكان أحد اقربائه كريماً مضيافاً فاشترى نجراً جديداً قوي الصوت له نغمة خاصة ، فأنكر المتشدد هذا الصوت وقال له لا تدن النجر بهذه الطريقة فإنها من المنكر ,فرد عليه بهذه الأبيات الجميلة: اجلس تقهو وكل قولك سمعناه المنكر اللي يتبعون الفسادي النجر لولا دنته ما شريناه والنجر حنا اللي ندنه عمادي ان كان ما يجذب مسايير وبداة والا نعده من حساب الهوادي ومنذ ان انتشرت الطاحونة الكهربائية ودخلت كل بيت لم نعد نسمع صوت النجر, فقد تم الاستغناء عنه لسهولة استخدام الطاحونة الكهربائية... وسرعتها في الطحن.. وهذا ما آلم الشاعر حامد بن مايقة فصرخ بابيات جميلة يقول فيها.. "ياعاملين البن وسط المحاميس لاتقطعونة عن حشا مرضعاته ردوه لمات الخشوم المقابيس صفر الدلال اللي عليها حلاته ماعاد شفنا البن وسط المحاميس يحمس وصوت النجر طول سكاته