التعليم وحده لا يكفي للوصول إلى النجاح والإنجاز المتميز للموظف لأنه بحاجة للعديد من المهارات التي تساعده في مواجهة الحياة العملية والتكيف معها بدلاً من مواجهة التغيير الهادف بمقاومته. الإنسان بطبيعته مخلوق اجتماعي، لذا فهو بحاجة إلى مهارات وظيفية أساسية وأخرى مساندة، ومن أكثر المهارات أهمية من حيث الأولوية مهارة الاتصال بشتى أنواعه ومستوياته لما له من تأثير قوي في ومن منا لا يريد أن تكون كلمته مسموعة ورأيه سديدا وأهدافه منجزة؟!! وهنا تبرز أهمية مهارة القيادة لأن القائد في شركته يريد من موظفيه إنجاز أهدافها.فهم وترجمة ما يسمعه ويراه ويتصوره ويفهمه الموظف في حياته الاجتماعية والعملية، والاتصال عملية معقدة تحتاج لتركيز الموظف على جميع حواسه ليستوعب الرسالة والغرض منها. الكثير من الموظفين يمضون الوقت في الحديث أثناء العمل عن شئون كثيرة مرتبطة به ما يتطلب منهم أن يكونوا واضحين ومركزين نقاشهم على ما يخص العمل، لكنهم يخفقون في حالات كثيرة في إنجاز ما يدور حديثهم حوله لأسباب أهمها عدم وضوح الأهداف وصعوبة فهم الآخر والشتات الذهني ومحيط بيئة العمل التي قد يكون محاطاً بما يعرف بالضجيج البيئي الذي لا يملك الموظف القدرة على التخلص منه لأنه خارج تحكمه وإرادته، ومن الأهمية أن نعرف أن الإنسان يمضي حوالي 80 بالمائة من وقته في الاتصال والتواصل مع الآخرين بشكل يومي، لذا فهو بحاجة لتطوير مهارة الاتصال. إن كنت موظفاً أو مديراً فأنت بحاجة للاتصال بمن حولك وخارج شركتك، لأنك لا تعمل أو تعيش بمعزل عنهم، لذا يعتبر الاتصال جزءًا مهماً من حياتك فلا تستطيع إنجاز عملك بدونه، ولأهمية مهارة الاتصال فقد فتح العديد من الجامعات في العالم المجال للتخصص في هذا العلم الذي ينتمي لعلوم كثيرة مثل علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الأجناس وعلم اللغويات وعلم التحدث العام وعلم ترويض اللسان. ومن منا لا يريد أن تكون كلمته مسموعة ورأيه سديدا وأهدافه منجزة؟!! وهنا تبرز أهمية مهارة القيادة لأن القائد في شركته يريد من موظفيه إنجاز أهدافها، وإذا لم يكن القائد على درجة جاذبة من الإقناع فإنه سيواجه عدم القبول من الموظفين، بل سيواجه مقاومة شرسة منهم، لذلك فالقيادة مهارة رئيسة ومكملة لمهارات أخرى مثل مهارات صناعة القرار والاتصال والتحفيز وغيرها، وباختصار يمكننا القول : إن مهارة القيادة تفتح الباب أمام القائد لتحقيق أهدافه بسرعة وجودة عالية وبأقل درجة من مقاومة التغيير، ومن الجدير بنا الحديث عما يتصل بمهارة القيادة من المعرفة بالتخطيط والتنظيم والتوجيه والتحكم والرقابة وتقييم الأداء وتقويمه إن خرج عن المسار المرغوب، وقد أشارت أدبيات القيادة إلى أهمية معرفة القائد بكيفية التعامل مع الصراعات المذمومة التي تدور حول تحقيق مصالح الموظف على حساب مصالح الشركة، وسنتابع الحديث إن شاء الله في العدد المقبل. جامعة الملك فهد للبتول والمعادن [email protected]