هكذا كان المنظر الغاية تبرر الوسيلة وهكذا فهمه يصل لدرجة نقول معها بأنه لا يفهم إذا ما كان فهمه سليما أم انه خاطئ. أسأله هل نمت قرير العين بعد تقرير بتال القوس عن استئجار الجماهير وهل تحركت مشاعرك وعدت لمحاسبة نفسك أم إنك اكتفيت بترديد لا حياة لمن تنادي . و أسألكم أنتم عن كرة القدم التي كانت حتى فترة قريبة متعة الفقراء لماذا لم تعد لعبتهم حتى يتغير الأمر فيصيروا هم لعبتها ووسيلتها لأحلام الهوامير.. ولماذا تتحول تلك المعشوقة للجماهير ومتنفسهم الوحيد إلى عبء إضافي على البسطاء حتى نجعل ميولهم ومشاعرهم في كفة ورغيف الخبر في كفة أخرى مع أننا نستطيع أن نجعلها متنفسا حقيقا بتذليل جميع المعوقات التي تقف في وجههم وتمنعهم من مشاهدة فرقهم ونجومهم المفضلين بدلا من أن نكرس مفهوم من لا يملك المال لا يملك الاختيار . بالتأكيد لن يرضى أحدكم أن يكون في تلك الصورة التي لم ترتقي للطموحات الإنسانية لان من فيها أصبحوا أساس اللعبة التي تبتعد كل يوم عن مسارها في التطوير..فبدلا من مساعدتهم ليخرج لنا من بينهم المشجع الواعي واللاعب النجم أصبحنا نستغل فقرهم وحاجتهم لإشباع رغباتنا في الهتاف والتصفيق . ليس عيبا بحث إدارة الشباب عن الجماهير فهم ملح المباريات ولكن العيب استخدامها لتلك الأساليب الرخيصة بدلا من اختيار طرق تجذبهم دون المساس بكرامتهم وذلك بتفعيل دور ناديها الاجتماعي في تلك الأحياء وفتح أبواب النادي لسكانها ليمارسوا هواياتهم مما يعني جعل الانتماء في نهاية الأمر خاص بهم. ولعل تجربة ميلان الايطالي أحد أبرز الفرق العالمية جماهيرية خير دليل حيث عمل القائمون عليه على زيادة شعبيته بإنشاء مؤسسة الميلان الخيرية والتي دعمت المشاريع الخيرية حول العالم مما ساهم بزيادة عشاق النادي والافتخار بالانتماء لكيان بهذه الميزات . ويبدو بان نهم الشبابيون في البحث عن جماهير بأسهل الطرق وأسرعها هو ما يعميهم ويقودهم نحو مستقبل من الصعب أن تزيد قاعدة ناديهم الجماهيرية .. فهناك ثمة فارق بين من يبحث عن تعزيز الانتماء ومن يسعى لانتزاع مشاعر لا تباع ولا تشترى . بكلام آخر وأخير على الإدارة الشبابية أن تبحث عن الطريقة السليمة لزيادة المنتمين لناديها فليس ذنب البسطاء ضعف جماهيرية الشباب حتى تتم مساومتهم بهذه الطريقة وأيضا ليس ذنبهم ظهور الشباب على السطح بعد أن طارت الطيور بأرزاقها وتحصل جاريه النصر والهلال على محبة الجماهير بسبب انجازات وتنافس امتد لسنوات طويلة فالعاقل من يرضى بالقليل إن أراد المزيد .