"عليه الصلاة والسلام"، خلَقه الله في أحسن تقويم، وجعله نبراسًا يُشار له بالبنان لطيب خلقه، وكمال أخلاقه قبل أن يبعثه، فكان الأمين والصادق، وكان المؤتمن والحكيم الذي يُحتكم إليه إذا ما ضل الرأي، وعندما بُلّغ بالنبوة، وأصبح خاتم الأنبياء والمرسلين كان خُلقه القرآن، وتربية الخالق "عز وجل في علاه" محمدًا "عليه الصلاة والسلام" اليتيم الذي تكفله الله، فكان رحمة للعالمين. نبينا المصطفى "عليه الصلاة والسلام" نهج متكامل يُهتدى به، فتضاء الحياة وتشرق بالخير، وترسو السلامة، وتصح وتطيب، فمدرسته أثبتت منذ أوائل خريجيها كيف من الممكن أن يتحول المخلوق إلى إنسان رحيم، بعد أن كان عتيًّا، وكيف أن الأهواء تصبح هشة تسقطها الإرادة، وكيف من الممكن أن يصبح الصبر قوة الضعيف، وكيف يكون السكوت عن الأذى بالغ الحديث، وكيف يكون الزهد عن زخارف الدنيا قناعة لا يخالطها حرمان بإكراه. مدرسته "عليه الصلاة والسلام" كذكره باقية ما بقيت الأزمان، رغم وفاته، نابضة حية ثابتة الأركان، مُعلمها وإن كان غائبًا عن نظرنا، متواجدًا نراه في منهجه، وعند قراءة دروسه التي لا تعجز من أراد أن يرتاد رحابها ليتعلمها، وليبصم فيها روحه، دروسه مكتوبة بلغة واضحة يسيرة فيها المثل شخصه "عليه الصلاة والسلام"، وفيها الاقتداء قوله وعمله، وفيها النوايا مركز الإلهام، ومجريات الأحكام، والمذللة لكل الصعوبات، والدافعة لنيل الدرجات. معلمي وحبيبي ونبيّي ورسولي، رضيت بك منذ نعومة أظافري مُبلّغًا لرسالة ربي، واتخذت منهجك المعتدل مقرري في الحياة، فكانت ابتساماتي وكلماتي الطيبة التي إن شاء الله أودعت في حسابي الأجور، مردها منهجك، وكان صبري على كل أذى محتسبة يتطلع لصبرك، وكان كل حمد مقرونًا بأقوالي وأفعالي مقتبَسًا من نهجك، وكانت كل شدة اتخذتها برجاحة عقل من مقرر أفعالك، ولم يبقَ باب من أبواب حياتي إلا وقد فُتح مصراعيه على منهجك ودروسك، وبقي من كلي قلبًا تعلّم تعلمًا ذاتيًّا كيف يحبك بعد عشق الله، فأصبحت وأمسيت خيرًا من عُمري وولدي ومالي، وأسأل الله أن أتفيَّأ تحت ظل شفاعتك، وأكون أقرب الخلق لك يا سنا البدر، يا خير الخلق. * خير ميسر تجده في ذكر محمد "عليه الصلاة والسلام"، فتتوالى عليك الرحمات والبركات، وترزق بالرضا وبراحة البال، وتشملك مغفرة ورفعة وأجر وعطاء، كيف لا وقد خصَّه الله تعالى في قوله «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» 56 الأحزاب. @ALAmoudiSheika أخبار متعلقة تعزيز التلاحم والتعايش المجتمعي عبدالمقصود خوجة وعطاءاته المتعددة خلا لكِ الجو.. فبيضي واصفري