يعود علينا شهر رمضان الكريم هذا العام بانفراجة حسنة (كل عام وأنتم بخير)، بعد عامين من الإغلاق وقوانين التباعد وكآبة تلف العالم كانت كفيلة بتغيير كل شيء تم الاعتياد عليه في هذا الشهر الفضيل الذي يعد أحد أهم المواسم الدينية والاجتماعية والاقتصادية على السواء. إذ يعتبر الموسم الرمضاني موسم ازدهار يترقبه التجار بحرص شديد قبل العامة، مما يتسبب برفع أسعار بعض السلع التي عليها الطلب في هذا الموسم دون غيرها والتي عادة ما يتم عرضها بعد الموسم بأسعار مخفضة للتخلص منها قبل انتهاء صلاحيتها أو بسبب شرائها بكميات كبيرة. أخبار متعلقة «تيك توك» والأوقات الضائعة مقبلون على شهر رمضان وليلة القدر رسالة للتوفير في الوقت الضائع غير أن أبرز ما يمكن ملاحظة «غلائه» هي أسعار الخضراوات التي ترتفع بصورة غير مبررة على الإطلاق وعجزت أفسر سببا لغلائها بهذه الصورة، مع توسع أسواق الاستيراد من البلاد المجاورة كمصر وسوريا، ورخص نسبي لهذه المنتجات، بيد أن المنتجات الأساسية من الخضراوات ترتفع في المواسم ولا تعاود لسعرها القديم بلا أي مبرر، وإن كان الارتفاع يبدو بسيطا للغاية. ويبدو أن الهايبرماركت التي توفر العديد من الخدمات لزبائنها هي أحد المتسببين في مثل هذا الارتفاع لتسعيرها لوحدها المنتجات الغذائية مختلفة عن السوق المركزية. تؤدي الهايبرماركت إلى تغيير نمطية الشراء ونوعيته وتتسبب في كسب الأفراد لعادات شرائية سيئة مقابل الخدمات التي توفرها، كتسببها في الشره الاستهلاكي من خلال برامج العروض المخفضة التي تقدمها وتنوع المعروضات والأسواق المستوردة، ولكنها تقود بالمقابل إلى تسعير بعض المنتجات بطريقتها لكسب التباين الفارق بين الأسعار وضمان الربحية، لذا لن تخرج من هذا التسوق إلا وأنت تدفع مبلغا ليس بقليل، لن تستطيع أن تتقيد بما جئت لشرائه فقط، بيد أن أكثر المنتجات التي تتحكم بأسعارها هي الخضراوات والفواكه التي تبدو مرتفعة بفارق كبير بينها وبين السوق المركزية المحلية وأسواق الخضراوات والبقالات الصغيرة، ولأنها تصنع سلوكيات شرائية سيئة في المجتمع سنرى هناك من يخفض «ويساوم» على سعر كيلو الخيار أو الخس مع عامل آسيوي متجول في الشارع وأسعاره مخفضة للغاية، ولكنه لا يجد مشكلة أن يشتريها بأسعار مضاعفة من الهايبرماركت. الموسم الرمضاني، الذي يعد أكبر مواسم التجارة في أسواقنا بات اليوم موسما تنافسيا للغاية بين «الهايبرماركتات» التي تسحب بساطها من الأسواق المركزية، لذا هذه التنافسية تجعل من التجار في الأسواق المركزية يحمون أنفسهم بتسعير المنتجات التي يبيعونها، بالذات وأن منتجات الفواكه والخضراوات تفسد بسرعة وتقدر خسائرها بأكثر من ربحها. لذا ومن بين الاستثمارات التي نتوق إليها لم لا نستثمر في الزراعة؟ ونزرع بساتين بل غابات في مساحات كبيرة لتورد إلى أسواقنا المحلية ونتحكم في سعرها!. وعلى مستوى الأفراد، لم لا تصنع حديقتك في بيتك؟، لم لا تكون هذه عادة صحية أن يكون في كل بيت حديقة يتم فيها زراعة بعض الخضراوات والفواكه التي لا غنى عنها. @hana_maki00