كلهم يعتقدون أنهم على حق.. الحكام المتجبرون الطغاة «الجاثمون» على صدور العباد..؟ المتسلطون.. القتلة الباغون في الأرض يرون انهم على حق. والثائرون ..الغاضبون.. الراكضون ..الساعون الى كراسي الحكم.. والذين سوف يتحولون بعد قليل الى جبابرة وطغاة ولا يختلفون عمن سبقهم في ممارسة الظلم والاستبداد في شيء. كلهم سواء من سبق.. و من لحق. اولئك الحكام الجدد الذين جاءوا يرفعون شعارات الحرية والعدالة.. ثم ما لبثوا حتى أصبحوا أكثر طغياناً وانتقاماً وجبروتاً من الذين قبلهم. لقد اعتدنا نهجاً في بلادنا لن نحيد عنه وهو ان نحب لإخوتنا العرب والمسلمين ما نحبه لانفسنا من خير واستقرار وامن وامان، وذلك هو خلق نبينا عليه افضل الصلاة والسلام .. ثم خلق قادتنا وآبائنا واهلنا. في وطن الحب والسلام وكل الشواهد تؤكد ذلك . في الثورات العربية لقد قاموا بتصفية بعضهم البعض.. فرفاق الأمس أصبحوا خصوم اليوم.. والذين قاتلوا وتآمروا على حكامهم في الماضي انشقوا على بعضهم في الحاضر.. وهكذا في كل زمان ومكان.. ومنذ أقدم العصور الا من رحم ربي!!. وهؤلاء القادمون الى أبواب الحرية والعدالة والعيش بكرامة كما يدعون تأملوا حالهم هذه الأيام فلا عدالة ولا حرية ولا عيش بكرامة .. إنهم يتنازعون ويتخاصمون وفي بلدان عديدة يتقاتلون .. ويسود الفقر والمجاعة والبطالة والفساد والنهب والسلب والظلم والاستبداد. هذا هو حال إخوتنا في «الربيع العربي» وما قبل هذا الربيع الدامي.. حال إخوتنا في العراق الذين تخلصوا من طاغية مستبد اسمه «صدام حسين» ليأتوا بطغاة جدد من «غلاة الشيعة» يشعلون نار الفتنة الطائفية.. التي لم يجنوا من ورائها الا الخراب والدمار .. وعندما أشرت في مقال سابق الى احوالهم وضرورة إحلال السلام والاستقرار في بلادهم بدلا من تصدير الفتن الى خارج أرضهم.. انهال علي سبابهم وشتائمهم عبر «الانترنت» في مواقع البؤس والسباب والأذى في العراق.. ولم اعلق حينها ولم أرد بشيء فقد تعلمنا في هذا الوطن الآمن المحب لكل الناس ألا نرد على سفه السفهاء ولا ادعاء الادعياء.. لقد اعتدنا نهجاً في بلادنا لن نحيد عنه وهو ان نحب لإخوتنا العرب والمسلمين ما نحبه لانفسنا من خير واستقرار وامن وامان، وذلك هو خلق نبينا عليه افضل الصلاة والسلام .. ثم خلق قادتنا وآبائنا واهلنا. في وطن الحب والسلام.