هل تعملين؟ ماذا تفعلين في أيامك؟ ألم تبحثي بعد عن وظيفة؟ لقد كان السؤال عن الوظيفة في فترة حياتي أصعب بمليون مرة من السؤال عن معدلي المدرسي أخبار متعلقة أخيرًا.. العودة للمدارس حيدر فكري والله أعلم هل لو أحببت صديقتي أكون شاذة؟ أصبح مثل الهاجس والرعب، وكم كنت ممتنة لمن لم يسأل أو يتدخل حتى لو أنه مجرد سؤال فقط، لأنك يا عزيزي السائل أنت لم تطرح السؤال كدعابة لضحك أو لديك وظيفة تعرضها علي أو للاطمئنان عن وضعي المالي، أنت تسأل عن أمر لا تعلم كم أعاني من أجله إن كنت أنا أم حديثو التخرج أم من تخرج ويبحث عن وظيفة منذ أربع سنوات، لا تعلم كم من الإيميلات المرسلة في صندوقنا البريدي، ولا تعلم عن كمية البحث في المواقع والشركات، لا تعلم عن الروتين الممل الذي نقضيه من الصباح.. والذي تتذمر أنت من استيقاظك وقيادة السيارة في شوارع مزدحمة! لقد واجهت هذا السؤال بكثرة في الأيام الماضية أو بالأحرى منذ تخرجي! ورغم انشغالي مع عائلتي، ورغم سفري.. رغم تصويري اليومي لمعالم مدينتي التي أعشقها، للأطعمة والمقاهي، ورغم كتاباتي التي أنشرها هنا وهناك، رغم مكتبتي المليئة بالكتب لم أتجاوز هذا السؤال بتاتا. حتى مع مرور الأيام والأشهر أصبح السؤال عن الوظيفة كالسؤال عن الحال! أصبحت الأسئلة تطرح من غير تفكير لمشاعر الشخص وظروفه، وإن أخذنا أمثلة أخرى على سبيل المثال سوف ترى أن لكل مرحلة عمرية سؤال خاص بها.. فمنذ طفولتك تسأل عن تفوقك في المدرسة، وبعدها معدلك، وبعدها عن تخصصك الذي ترغب به، ومرتبة الشرف في الجامعة، وننتقل لسؤال الوظيفة وبعدها الزواج ومن ثم الحمل وأيضا إن كان فتاة أم ولدا..؟ نحن في دوامة كبيرة من الأسئلة التي لا تعنينا لا تفيدنا عن الآخرين، تعتبر هذه الأسئلة خاصة جدا لا تخصك إن لم تكن قريبا من الدرجة الأولى ولا يعطيك جوابها أي فائدة ! حاول يا عزيزي السائل أن تغير فكرة السؤال، اجعل سؤالك يبني آمالا ولا يهدم أحلاما، لا تكسر مشاعر. لا تسأل عما لا يفيدك ويحرج غيرك بمجرد سؤالك الذي تراه عاديا جدا وجوابه سهل! لنحاول أن نغير هذه الفكرة وننشغل بأنفسنا فقط. خلف كل شخص أمور أنت لا تعلم بها..لا تحرج لكي لا تحرج. @nanomomen