مرض غريبٌ عجيب لم يكن ظاهراً بشكل واضح وصريح، كان ومازال مثل رجل الظل متخفٍ لا يحب الشهرة.. عجز الأطباء في البداية عن اكتشافه، ومَنْ اكتشفه عجز عن تحديد أسبابه، والمرضى انقسموا لعدة أقسام.. مختلفين بالأعراض تماماً. أما المجتمع كان العائق الأول لكل شيء لم يستوعب المرض ولا المرضى. أخبار متعلقة الصدق منجاة والكذب مهواة المملكة وإعلام الظل! لماذا تعليمهم مميز؟ لذلك يا أصدقاء سوف نبحر قليلاً لنستكشف ونغوص أكثر.. في عالم ال MS أو ما يعرف ب Multiple sclerosis وهو التصلب اللويحي المتعدد. هو مرض ذو وجوه متعددة، وفي كل حالة يظهر فيها المرض بطريقة مختلفة، فبينما يعيش بعض المصابين به سنوات طويلة دون أي أعراض تذكر، يعيش به البعض الآخر بأعراض بسيطة جداً.. لكن قد يضطر آخرون إلى الاستعانة بكرسي متحرك بعد سنوات قليلة من الإصابة به. يستيقظ المرض في الجسد ويباغته.. يبدأ في مرحلته الأولى بتنميل أطراف الجسد ولكن هذا التنميل لا يتوقف، بل يستمر ويستمر لأيام، بعض المصابين يفقدون الإحساس أو ما يسمى بالاضطراب الحسي لا يفرقون بين البارد والحار، الجرح والوخزة، والبعض منهم يفقد الرؤية لأيام، ومنهم مَنْ يعجز على تحريك أصابع اليد، أو يفقد التوازن ويعجزون عن المشي.. وهنا تبدأ دوامة الأسئلة للمريض بين ما الذي يحدث وكيف حدث وإلى أين أذهب. ومن ثم رحلة الاكتشاف والعلاج.. نتجه لعالم الأعصاب.. لطبيب مختص بالتصلب اللويحي.. يبدأ الرحلة بين تحليل فيتامين دال والفحص السريري وبين الرنين المغناطيسي للدماغ والرقبة والعمود الفقري والنخاع الشوكي ليجد نقاطا متناثرة هي أساس كل شيء، تختلف النقاط من مريض لآخر.. وتكون بين مشعة أي هناك هجمة على الأعصاب، وبين هامدة أي بسُبات عميق لم يحن أن تباغت جسم المريض.. ولنأخذ نفسا عميقا.. فالموضوع هنا يحتاج للكثير من الهدوء والتقبل.. يحدد الطبيب بين ثلاث إلى خمس جرعات من الكورتيزون تعطى بالوريد على ثلاثة أو خمسة أيام.. يساعد الكورتيزون على أن يصد الهجمة ويعالج الأعصاب، التي توقفت عن أداء عملها. في هذه الفترة الكثير من الملل والكثير من الدموع والأعراض الجانبية للكورتيزون مع الأعراض، التى سببها المرض نفسه، لكن سنتجاوز بقوة وعزيمة، المرض لا يخيف، ولا يسبب ألما، وبمجرد أن يبدأ المريض بالجرعات يعود لحياته الطبيعية تماماً خلال شهر أو شهر ونصف الشهر أو ربما أقل. وأخيرا تنتهي هذه الفترة وتعود لطبيبك ليحدد لك العلاج، الذي يرافقك في حياتك، ولكن هناك نقطة مهمة.. فالعلاج ليس بشافٍ، إنما هو وقائي، مما يعني أن المرض سيرافقك ولكنه هامد متخفٍ يباغتك في أشد حالاتك النفسية السيئة، لذلك تغلب على الهجمات بحالة نفسيه جيدة ضاحكة بعيدًا عن التوتر والقلق والمشاكل. ما لا يعرفه المجتمع عن المرض: تستطيع أن تسافر وتستطيع العمل وأن تحب وتتزوج وأنك لست بعاجز، وأنت شخص كامل مكمل لا ينقصك أو يعيبك شيء. ليس وراثيًا وليس حسداً أو عيناً ولن ينفع علاجه بالطب البديل، بل يجب على المصاب البدء بالعلاج بأسرع وقت لتجنب الهجمات، وأن العلاج الأساسي للمرض الراحة النفسية للمصاب، وأن يكون في بيئة تدعمه، تشجعه وتسانده لا أن تشفق عليه وتجعله يشعر بأنه مختلف عن الآخرين. وكلنا أمل أن نعثر على السلاح لننهي هذا المرض الغامض. @nanomomen