عشق التراب عند البعض عشقٌ يتعدى الأشخاص .. التراب ذلك الحب الذي استوطن في أعماق الكثير .. ذرات التراب تطايرت ودارت في أفلاك المهووسين .. واستقرت في عقولهم الباطنة .. التراب عشق قديم أزلي عند الكثير .. وجمع التراب هواية وفتنة مشتعلة لديهم .. ذاك الرجل يقول لديه 63 قطعة أرض .. سألته وتلك الأراضي مملوءة بماذا قال : التراب .. يقول: أنا أتعطر بعطر التراب .. يا أخي أحب جمعها .. تلك الأراضي أجدها تتحرك في داخلي .. تلك الأراضي أشعر أنها من ذريتي لا أحب أن أفرط في أي منها .. أسعارها ترتفع وتزداد ومازال الأمر متحركا بقوة نحو الارتفاع .. اشعر أني لا يمكن أن اتركها فهي سكنت فؤادي .. يقول : تلك الأراضي تعجبني وتفتنني لأن عددها كعدد سنوات عمري .. قلت: انك معطل مصلحتك ومصلحة ذريتك الحقيقية ومصالح الناس في حبس تلك الأراضي هكذا وطمعك في ارتفاع سعرها لمبالغ كبيرة يشبه طمعك في مزيد من العمر وطوله وهذا أمر عند الله فكن واعيا .. قال بجفاء : ليتك تتذوق طعم التراب فتعرف ما قيمته .. قلت في نفسي : لقد عرفت منك فقد تطعمته أنت بقوة وفي وجباتك الثلاث .. وتيقنت أن الله عز وجل قسّم حقوقنا من التراب بالعدل ثلاثة أمتار تقريبا لكل مسلم لن يتجاوز مملوءة بالتراب. ختام القول: نحن بحاجة إلى أن تتطهر النفوس، وتسلم القلوب، وتتنقى العقول من درن هذا الغرام المسموم، وتسقط تراب هذا الجشع حتى ولو بالقوة .. نحن بحاجة إلى ضابط إيقاع مؤمن بالمسئولية والأمانة تحد وتتعامل مع قضية هذا الغرام بجدية وحزم يساعد على إنماء ورخاء المواطن وإسكانه ومن ثمَّ يسهم في دفع التنمية الاقتصادية وتنفيذ المشاريع التنموية والإسكانية إلى الانجاز بسهولة. ذهبت وتذكرت آلاف الأراضي المسجونة في معتقلات الجشع لدى كثير منهم وفهمت .. أن شح الأنفس، وبخل القلوب، وضعف العقول هو سبب فيما سمّوه بشح الأراضي وانه حتى لو تم حظر التشبيك والحبس فحب التراب مستفحل ومشبوك في العقل الباطني أكثر منه على الأراضي فحديد الشبك لا قيمة له أمام مشابك النفوس وخلف تشبيك الذات وتعليقها بالتراب .. وقد نجد أراضي لا تحيطها الحواجز ولا تلفها الموانع لكنها مشتبكة في رؤوس الكثير قبل أن تكون على رؤوس الجبال. الأراضي لدينا تشيخ وتشيخ وتفنى وترد إلى أرذل العمر ومع ذلك تجد ذاك الوجيه المتخم وذلك الثري الممتلئ يحبس مزيدا من الأراضي ويجعل حلول تجارته وثرائه في حل (شبك ولا مشكلة) فتنكمش الجهات، وتضيق الدروب، وتشمر المساحات .. أراضٍ ممتدة تجدها في انكماش ، وأراضٍ مملوءة بالفضاء .. في بلادنا الواسعة تتقلص الأراضي .. وكنت أتخيل أن لو كنا في بلاد كالبحرين فماذا سنقول .. يبدو أننا سنبرر أن الأراضي تأكل بعضها فتتآكل أو سنقول أنها تذوب ذوبان الشمع . ختام القول: نحن بحاجة إلى أن تتطهر النفوس، وتسلم القلوب، وتتنقى العقول من درن هذا الغرام المسموم، وتسقط تراب هذا الجشع حتى ولو بالقوة .. نحن بحاجة إلى ضابط إيقاع مؤمن بالمسئولية والأمانة تحد وتتعامل مع قضية هذا الغرام بجدية وحزم يساعد على إنماء ورخاء المواطن وإسكانه ومن ثمَّ يسهم في دفع التنمية الاقتصادية وتنفيذ المشاريع التنموية والإسكانية إلى الانجاز بسهولة. T: @aziz_alyousef