تمتلأ معظم مواقع الملحقيات العربية بطلبات تعيين أساتذة ومعيدين للعام 2013 في كافة جامعات المملكة وليس على المواطن هناك إلا أن «يطب ويتخير»! وأتساءل إذا كان عدد حاملي الشهادات العليا العاطلين وفقاً لإحصائيات الخدمة المدنية يفوق 3000 عاطل تتراوح معدلاتهم بين الامتياز وجيد جداً فمتى يمكن النظر إلى التأخر في الاستثمار الوطني في هؤلاء الشباب على أنه ظاهرة خطيرة؟! مع العلم بأن العدد سيتضاعف بسرعة هائلة في ظل السكوت عن حلها وفي ظل عودة أفواج من المبتعثين وتخرج أعداد كبيرة من الجامعات المحلية!. القضية تتفاقم بعد انطلاق الحملة من بوابات الجامعات لمجلس الشورى ثم هيئة الرقابة والتحقيق، وأخيراً «نزاهة» التي قامت مؤخراً بإحالة مسؤولين في جامعة الجوف إلى التحقيق لوقوفهم على تلاعب وفساد مالي وواسطات عينت من هم دون المستوى المطلوب وبقي الأوائل على الدفعات يضربون كفاً بأخرى أو ربما يضربون رؤوسهم في الحيط .. خاصة بعد تلقي صفعات على شكل تصريحات رئيس لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي بمجلس الشورى على الطريقة القذافية من أنتم أيها الجرذان عديمو الكفاءة! . كثير من مشكلاتنا الحيوية سببه الرئيس تشتت المسؤولية بين عدة جهات تقذف كل جهة بملف القضية إلى الأخرى تهرباً من حلها. ويطمح الشباب لأمر ملكي ينقذهم من براثن الظلم فإذا كانت كل المهمات سيتكفل بها أمر ملكي فماذا تعمل كل هذه الأعداد الهائلة من المسؤولين واللجان وموظفي الدولة ؟!نقطتان يجب الفصل فيهما بمطرقة من حديد: التمييز بين المتقدمين السعوديين على الوظائف الأكاديمية تبعاً لمصدر المؤهل بنظرة ذاتية ودون وجود أساس موضوعي وموحد لتصنيف المؤهلات، وثانياً: إعادة النظر في الاستقلالية الإدارية للجامعات حيث تتكفل الجامعات مباشرة بالتوظيف وجميع مراحل المفاضلات الوظيفية في ظل انعدام الشفافية، مما أدى إلى فساد التعيينات وانتشار الشبكات العائلية من أبناء الأكاديميين ومعارفهم. فها هي ندى تقول: «رفضوني وشهادتي ماجستير بمعدل 3.90 من 4 وعمري 27 سنة بحجة عدم استمرارية التخصص ووظفوا زميلتي التي حصلت على الماجستير بالواسطة وبالدف وعمرها 45 ولا شرط من شروطهم ينطبق عليها بل إنها لم تحضر الاختبار ولا المقابلة الشخصية لأنها ضمنت الوظيفة، وعندما أرسلت قصتي لصحفي ونشرها في تويتر قام معيد ابن دكتور بالرد عليه قائلاً في تغريدة ستشهد عليه يوم الدين (أبناء الدكاترة أولى بالوظائف الأكاديمية لأنهم أبناء نعمة في الأصل)! « وغادة التي عينتها الخدمة المدنية في إحدى القرى بالمنطقة الجنوبية لتدرّس اللغة الانجليزية للمرحلة الابتدائية وحتى تكمل نصابها تقوم بتدريس تربية فنية وهي الحاصلة على ماجستير أدب انجليزي بامتياز وجائزة التفوق العلمي مرتين! مهزلة أن تتواصل الاعتصامات أمام مجلس الوزراء في مصر لحملة الشهادات العليا منذ حوالى ستة أيام مطالبين بتعيينهم في وظائف إدارية ويهددون بنقل الاعتصام إلى منزل الرئيس مرسي، في حين يفض أبناؤنا قرارهم بالاعتصام حفاظاً على وحدة الوطن ووفاءً لمكانته وسمعته أمام العالم! ومع ذلك فالسعودية وفقاً لبيانات منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة هي الثانية على مستوى الشرق الأوسط في معدّل البطالة بعد العراق وليس بعد مصر أو تونس! فإذا كانت الحروب دمرت العراق فما الذي دمر السعودية!. كثير من مشكلاتنا الحيوية سببه الرئيس تشتت المسؤولية بين عدة جهات تقذف كل جهة بملف القضية إلى الأخرى تهرباً من حلها. ويطمح الشباب لأمر ملكي ينقذهم من براثن الظلم فإذا كانت كل المهمات سيتكفل بها أمر ملكي فماذا تعمل كل هذه الأعداد الهائلة من المسؤولين واللجان وموظفي الدولة ؟! تويتر: @Rehabzaid