تابع الكثير مساء السبت برنامج « الثامنة مع داود « حلقة خاصة لنقاش القضية الشهيرة للطفلين السعودي التركي حيث استضاف البرنامج محمد آل منجم والد الطفل يعقوب و يوسف جوجا والد الطفل التركي على ، واللذين تم تبادلهما بسبب خطأ بشري في شهر رجب لعام 1424ه، في احد غرف الولادة بمستشفى الملك خالد بنجران ، حيث تم تسليم الطفل السعودي للعائلة التركية والطفل التركي للعائلة السعودية، عاش الطفلان سنوات مع أبوين وأمين مختلفين وليتكشف لاحقاً والداهما الحقيقيين في قصة تغرى خيال أي مخرج عالمي لإنتاج فيلم مليء بالعواطف والبكاء . تخلل البرنامج مشاعر عفوية ولحظات انسانية صعبة وكان المشهد الأكثر عاطفية عندما اتصل الطفل يعقوب «السعودي» بمربيته ووالدته التركية من الرضاعة ولحظتها لم يستطع أن يتمالك نفسه ليبدأ بالبكاء في مشهد مؤثر يعكس تعلقه النفسي بها ، وكشف البرنامج صحة ما كرره والداتا ووالدا الطفلين بأنهما مرتبطان نفسياً وعاطفياً مع أبويهما من الرضاعة، بل ويغلب عليهما أسلوب المجاملة عندما يتعامل أحدهما مع والده الحقيقي. رغم مرور سنوات على اكتشاف خطأ تبديل الطفلين إلا أن يعقوب «السعودي» وأثناء زيارته لتركيا ما زال متمسكاً بالذهاب إلى ورشة رب عائلته التركية السابقة ، فيما يصر علي «التركي» على متابعة قطيع من الإبل كما اعتاد طيلة حياته مع العائلة السعودية،مما يعطي فرصة لدراسة حالة تطبيقية فريدة لدى علماء النفس وخاصة والجزء الذي يهتم بدراسة تأثير الوراثة والبيئة على شخصية الطفل وأيهما أكثر تأثيراً ؟ ورغم مرور سنوات على اكتشاف خطأ تبديل الطفلين إلا أن يعقوب «السعودي» وأثناء زيارته لتركيا ما زال متمسكاً بالذهاب إلى ورشة رب عائلته التركية السابقة ، فيما يصر علي «التركي» على متابعة قطيع من الإبل كما اعتاد طيلة حياته مع العائلة السعودية،مما يعطي فرصة لدراسة حالة تطبيقية فريدة لدى علماء النفس وخاصة «علم نفس الطفل « والجزء الذي يهتم بدراسة تأثير الوراثة والبيئة على شخصية الطفل وأيهما أكثر تأثيراً ؟ بحكم الاهتمام بالشأن التركي وخلال العمل والدراسة لتركيا قابلت المئات من الطلبة الاتراك والذين ولدوا وتربوا ودرسوا في السعودية وكثير منهم تعلق بالسعودية نفسياً وكثير منهم يجيد اللهجة السعودية ويتشوق لأجواء السعودية بشكل مثير للدهشة بل ويتعدى الأمر للفتيات بمحاكاة السعوديات في اللبس والطبخ ، ويمكن القول بصراحة ان هناك تقصيراً كبيراً تجاه تفهم تعلق هؤلاء بالسعودية . على سبيل المثال الحي والحديث فقد تابع حتى الآن أكثر من مليون ومائتي سعودي وعربي مستشار ومترجم رئيس الوزراء التركي الصديق الشاب (طه جينش) ابن المدينةالمنورة والذي نشر تسجيلاً يجمع مابين الجد والدعابة على اليوتيوب وهو يبحث عن زميل صفّه في الابتدائي (الحربي) والذي « فقش رأسه مستخدماً نبّيطة «متذكراً أن تلك الفلقة كانت سبباً في تحسّن قدرته على الحفظ حيث تمكن من حفظ القرآن الكريم والتفوق في الدراسة إلى أن احتل منصباً مرموقاً في الحكومة التركية ، لقد قال لي المستشار طه باختصار: «حاولت استرجاع ذكريات الطفولة الرائعة بطريقتي حيث أخذني الحنين إلى الحارة والمدرسة التى درست فيها ولم تنسني أجواء قصر دولما بخشة الاسطنبولية غبار حارات المدينة» من الواضح أنه كُتب على الطفلين والعائلتين الاستمرار مع بعضهما البعض مدى الحياة ،ولذا فإن منح الجنسية للعائلة التركية هو أقل واجب إنساني لضمان تواصلهما ، وإذا كان منح يعقوب الجنسية التركية سيكون أسهل ، فإنني أتمنى على خادم الحرمين الشريفين أن يمنح علي ووالده ووالدته الجنسية السعودية أيضا ،كما أتمنى على وزارات الثقافة والإعلام والخارجية والتعليم العالي في البلدين تحويل «الألم إلى أمل وزيادة التركيز الإعلامي على قصتيهما ومنح الطفل التركي بعثة دراسية في السعودية والعكس . وأخيراً ليكن علي ويعقوب الأخوان أنموذجاً عفوياً وصادقاً على إنسانية العلاقات السعودية التركية الشعبية والتى يجب أن ترقى إلى الأخوّة الحقيقية .. @abdulahalshamri