قبل أيام استمعت لحديث مطول لرئيس رابطة المحترفين محمد النويصر في برنامج حواري تلفزيوني حول مبالغ رعاية الدوري السعودي التي دفعتها شركة زين على مدى 3 سنوات. النويصر - وهو من الشخصيات التي تمتلك الكاريزما والقدرة الإدارية والفصاحة في الحديث - تحدث مطولاً وللجمهور عبر التلفزيون وقبلها لأعضاء الرابطة لكني لم أستطع أن أفهم ماذا يريد أن يقول حول حقوق الأندية للسنوات الماضية وحينما سألت بعض الأعضاء وقرأت تصريحات بعضهم وجدت أن حالة عدم فهم المبررات حالة عامة وليست خاصة بي ولله الحمد. رئيس الرابطة يشير إلى عدم علمه بكيفية صرف الأموال ولا أين ذهبت، معتبراً أن تلك الحقبة التي كانت فيها الرابطة (هيئة) كان لها طريقتها المختلفة في صرف الأموال، لكن الغريب أن النويصر نفسه كان في الهيئة ولم يقدم أية شروحات واضحة حول آليات الصرف، أم أن أموال الهيئة كانت تحت تصرف اتحاد الكرة. نحن نتفق على أن النوايا في أغلبها حسنة وأن ما حدث من تقصير يحدث في أي منشأة لم تخطط جيداً للوصول لأهدافها أو تنقصها الخبرة الكافية لكن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي لإعادة الكرة السعودية لواقعها وهي التي مثلت لسنوات طويلة متنفساً للسعوديين، ومصدر فخر واعتزاز، قبل أن تفقد الكرة السعودية ربان الرياضة الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز رحمه الله. وإذا كان العقد ينص على أن تدفع شركة (زين) التي انسحبت بشكل مفاجئ - 300 مليون ريال لمدة 3 سنوات مقابل المزايا الإعلانية للراعي، إضافة إلى رعاة ثانويين مثل شركة ماستر كارد وطيران الإمارات وغيرها ، وكذلك عقود النقل التلفزيوني لشركة تلفزيون العرب ART قبل بيعه للجزيرة الرياضية ثم حله التي تقدر ب «40» مليون ريال، ورغم ذلك ظلت الأندية تستلم مبالغ زهيدة، بينما لم يظهر أحد ليوضح للمتابعين للكرة السعودية كيف تم توزيع المبالغ، وإذا كانت أنظمة الإتحاد الدولي لا تجيز أن يتم استخدام الرعاية للدوري في الصرف على أنشطة الاتحاد حكراً دون الأندية فإن على الجهات المعنية تعويض الأندية عن المبالغ التي لم تتسلمها طوال السنوات الماضية. البعض أخذ انطباعا بأن رئيس الرابطة يلمح إلى فقدان الأمل في الأموال السابقة أو على أقل تقدير معرفة أين ذهبت تلك الأموال على وجه الدقة، وكأنه يقول : عفا الله عما سلف..! حتى المشروعات التي أعلن عنها في بداية التعاقد وهي حرص الهيئة على استثمار عوائد رعاية الدوري في تطوير بيئة كرة القدم وزيادة مداخيل الأندية، وتطوير بيئة العمل بالتعاون مع الأندية تطوير الكوادر البشرية وبيئة الأندية والملاعب وتسويق التذاكر عن طريق الإنترنت والجوال وإصدار التذاكر الموسمية من قبل شركات متخصصة ورفع مستوى التجهيزات في عيادة النادي ورفع مستوى السلامة والأمن في الملاعب ورفع مستوى خدمات الجماهير في الملاعب، أقول : جلها لم يحدث وبعض منها سجل بداية الطريق قبل أيام فقط. نحن نتفق على أن النوايا في أغلبها حسنة وأن ما حدث من تقصير يحدث في أي منشأة لم تخطط جيداً للوصول لأهدافها أو تنقصها الخبرة الكافية، لكن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي لإعادة الكرة السعودية لواقعها وهي التي مثلت لسنوات طويلة متنفساً للسعوديين، ومصدر فخر واعتزاز، قبل أن تفقد الكرة السعودية ربان الرياضة الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز رحمه الله. على أي حال لا يمكن أن نكتفي بردود من هذا النوع للأندية التي تعاني كثيراً منذ إقرار نظام الاحتراف بالطريقة التي بدأ بها، ولعل نموذج الرابطة بشكلها الحالي وتخصيص الأندية مستقبلاً يحل أكثر الإشكالات، لكن ماذا عن أموال الرعاية السابقة ؟ Twitter: @mesharyafaliq