إن وصول صواريخ المقاومة لمدينتي القدس وتل أبيب دليل على التطور الكبير في القدرات القتالية للمقاومة، والذي فاجأ الجميع خصوصًا القادة العسكريين في جيش الكيان الصهيوني الذين لا أشك في أنهم يمرّون بلحظات ذهول وندم جراء الأخطاء الخطيرة في حساباتهم والتفاؤل الفج في حسم المعركة لصالحهم في غضون ساعاتٍ قليلة. على خلفية من العدوان الصهيوني على غزة، ينكشف، وبأثر رجعي، سبب تدمير إسرائيل لمصنع اليرموك الحربي في السودان، تحت مظلة الادعاء بأنه مصنع أنشأته إيران لتزويد الفلسطينيين في غزة بالأسلحة. من هذا المنظور يبدو تدمير مصنع اليرموك السوداني جزءًا من عملية التمهيد والاستعداد للعدوان على غزة، والمستمر لثلاثة أيام حتى الآن. أصبح جليًا أن الهجوم على مصنع اليرموك كان لضمان انقطاع الإمدادات بالسلاح عن المقاومة الفلسطينية التي تجد نفسها مقذوفة في أتون حرب استنزاف يظهر جيش العدو مصممًا على إطالة أمدها إلى حين توقعه نفاد ما في مخازن فصائل المقاومة الفلسطينية من الأسلحة والصواريخ، خصوصًا من الأخيرة كونها مصدر قلق وأرق مستمرّين لحكومة الدولة الصهيونية، هذا ما يستشف من التصريحات الإسرائيلية عن استمرار العدوان على غزة بهدف تدمير الإمكانات والقدرات الهجومية والردعية لدى فصائل المقاومة. لقد شهد العالم كيف تحوّل جنوب لبنان الى مقبرة لدبابة (ميركافا) لؤلؤة الصناعة الحربية الإسرائيلية، وها هو يشهد الآن انهيار حلم بنيامين نتنياهو في تحقيق نصر خاطف يطمئن به الناخبين الإسرائيليين بأنهم في سلام ومنأى ومأمن من (الإرهاب) الفلسطيني. هذا لن يحدث أبدًا، فالمقاومة الفلسطينية قلبت المعادلة وأحدثت تغيّرًا ملحوظًا في موازين القوى لكن يظهر من وقائع المواجهة خلال الثلاثة الأيام الأولى أن تحطيم القدرات القتالية لدى المقاومة الفلسطينية الباسلة هدف ليس صعب المنال فحسب، إنما يستحيل بلوغه، ففي اللحظة التي أكتب فيها هذه المقالة يظهر في شريط الأخبار في إحدى القنوات العربية خبر عاجل مفاده أن كتائب القسام أطلقت صاروخًا من طراز (إم 75) على مواقع عسكرية إسرائيلية في القدس، وأن صفارات الإنذار تملأ سماءها بالدوي. إن وصول صواريخ المقاومة لمدينتي القدس وتل أبيب دليل على التطور الكبير في القدرات القتالية للمقاومة، والذي فاجأ الجميع خصوصًا القادة العسكريين في جيش الكيان الصهيوني الذين لا أشك في أنهم يمرون بلحظات ذهول وندم جراء الأخطاء الخطيرة في حساباتهم والتفاؤل الفج في حسم المعركة لصالحهم في غضون ساعاتٍ قليلة. لقد أطاحت صواريخ المقاومة بأسطورة القبة الحديدية التي أنفق عليها العدو المليارات لحماية المدن والمستوطنات من صواريخ المقاومة. هذا لا يعني التغافل عن حقيقة التفوّق العسكري الإسرائيلي عدة وعتادًا على المقاومة الفلسطينية، وعن القدرة الهائلة للآلة العسكرية الإسرائيلية على إلحاق الكثير من الدمار والقتل بالفلسطينيين، لكن يظهر أن عملية عمود السحاب التي تمّ تدشينها بهدف تهشيم إرادة غزة هاشم، ستبوء بالفشل أمام صمود وبسالة المقاتل الفلسطيني، وسيمني العدو الصهيوني بخيبة الآمال كما مُني بها في لبنان في 2006. لقد شهد العالم كيف تحوّل جنوب لبنان الى مقبرة لدبابة (ميركافا) لؤلؤة الصناعة الحربية الإسرائيلية، وها هو يشهد الآن انهيار حلم بنيامين نتنياهو في تحقيق نصر خاطف يطمئن به الناخبين الإسرائيليين بأنهم في سلام ومنأى ومأمن من (الإرهاب) الفلسطيني. هذا لن يحدث أبدًا، فالمقاومة الفلسطينية قلبت المعادلة وأحدثت تغيّرًا ملحوظًا في موازين القوى، وغيّرت قواعد اللعبة بدرجة جعلت العدو يدرك فداحة الخطأ الذي ارتكبه بشن العدوان على غزة بعد اغتيال أحمد الجعبري. تمرّ القيادة السياسية والعسكرية في الكيان الصهيوني في حالة ذهول واضطراب توازن من المفاجأة الكبيرة التي كانت لهم بالمرصاد في غزة. ولا يقل عنهم ذهولًا وربما إحراجًا وخجلًا النظام السياسي العربي الذي أتخيّله يتمنى لو أن دولة الكيان الصهيوني لم تغامر بالاعتداء على غزة، ليس حبًا بغزة وإشفاقًا على اهلها، ولكن لكيلا يتأكد من جديد ضعفه وتخاذله وعدم تمتعه بالاستقلالية والحرية في اتخاذ القرار بدون تلقي الضوء الأخضر من وراء الحدود. مرت ثلاثة ايام على العدوان، ولم ينبس ببنت شفة استنكارًا وشجبًا للاعتداء على غزة باستثناء الموقف الإيجابي من حكومة الرئيس الدكتور محمد مرسي. على الجانب الآخر، يقف المقاتل الفلسطيني باسقًا منتصب القامة، ملهمًا، مثالًا لصلابة الإرادة والتضحية والفداء دفاعًا عن الأرض والكرامة والحرية والحق في البقاء، ودليلًا على أن الأمة العربية بخير!! twitter@RashedAlkhaldi