بعيدا عن الفوضى التي حصلت في مطار الرياض وبعيدا أيضا عن ( المشافيح ) الذين لم يصدقوا أن ميسي في السعودية وبعيدا عن الخيبة والمناظر المأساوية التي نقلتها القناة الرياضية السعودية من مطار العاصمة في استقبال بعثة المنتخب الأرجنتيني .. أقول بعيدا عن كل ذلك: لا بد ان نتوقف عند التصريح الكوميدي الذي خرج به الوسيط العراقي نجم محمد والذي لا يعرف نجم محمد فهو الوسيط الذي نال عمولته الكبيرة من ملايين الدولارات مقابل جلب المنتخب الأرجنتيني للرياض. الوسيط نجم محمد والذي لا نعرف من أين أتت به إدارة المنتخبات يقول في تعليقه على أسعار دخول مباراة الأخضر والأرجنتين : «شنو يعني 100 ريال للفرد السعودي .. انتم في بلد غني .. وهذا المبلغ يعتبر بسيطاً .. ودفع هذا المبلغ لن يؤثر في أحد .. وانا واثق من حضور السعوديين لمشاهدة ميسي» ، ويكمل الاخ اللطيف بقوله : «منتخب الارجنتين يستعد لتصفيات كأس العالم ومباراته مع المنتخب السعودي تعتبر تجربة مفيدة جدا لميسي ورفاقه .. واشكر الاتحاد السعودي لكرة القدم على هذه المباراة» ، الى هنا انتهى كلام الوسيط .. وانتهى معه فصل من الفصول الكوميدية التي تقدمها لنا إدارة المنتخبات بين فترة وأخرى. لا احب ان اخوض في تفاصيل العقود التي تبرمها الاندية السعودية والاتحادات الرياضية مع الجهات الاخرى، كما لا افضل الحديث عن لغة الارقام ما لم امتلك البيانات الدقيقة عنها، ولكن اليوم وبعد حديث الوسيط العراقي الفذ عن متوسط دخل الفرد السعودي وإمكانية دفع 100 ريال لمشاهدة مباراة كرة قدم كان لا بد من التحدث بنفس اللغة التي تحدث بها والرد عليه بنفس المنطق وليسمع من اراد في اتحاد الكرة وفي ادارة المنتخبات. استاد الملك فهد الذي سيحتضن مباراة اليوم يستوعب 70 الف متفرج ولو تم بيع اجمالي التذاكر فان المحصل النهائي يساوي 7 ملايين ريال وهذا المبلغ فقط قادر على اقامة أي مباراة ودية وعلى اعلى مستوىاستاد الملك فهد الذي سيحتضن مباراة اليوم يستوعب 70 الف متفرج ولو تم بيع اجمالي التذاكر فان المحصل النهائي يساوي 7 ملايين ريال وهذا المبلغ فقط قادر على اقامة أي مباراة ودية وعلى اعلى مستوى ولذلك لم يجد الوسيط أي حرج وهو يقلل من قيمة 100 ريال بالنسبة للمواطن السعودي فهذا المبلغ يعتبر تافهاً بالنسبة له خصوصا اذا قارناه مع العمولة الضخمة التي سيتحصل عليها من قبل اتحاد القدم وادارة المنتخبات. لا ألوم محمد نجم فهو يبحث عن الدولارات حتى ولو كانت في اقصى الارض وبالتأكيد هذا حق مشروع له، ولكن هنا الوم اتحاد الكرة وادارة المنتخبات الوطنية على العبث الذي تمارسه في بعثرة الاموال بهذه الطريقة فكان بالامكان احضار الارجنتين واي منتخب عالمي بطريقة افضل مما عليه الان، ولكن ما شاهدناه في الساعات الماضية يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك اننا نعاني من ازمة في التسويق الرياضي وازمة ايضا في استثمار مثل هذه المناسبات. يجب ان يفهم الاتحاد السعودي لكرة القدم انه جهة غير ربحية، اي من المفترض ان يتم دخول الجمهور مجانا وفي الوقت ذاته لا يتحمل الاتحاد أي تكلفة مالية لاحضار الارجنتين فالبلد ممتلئ بالشركات، والقطاع الخاص ينتظر الفرصة لتولي مسئولية التسويق وتشغيل مثل هذه المناسبات. فكروا جيدا قبل ان تقدموا على هذه الخطوة .. وأشركوا القطاع الخاص بدلا من ان تسمحوا للوسطاء بالتهكم علينا، فالدخول المجاني اجدى من «شنو يعني 100 ريال». وعلى المحبة نلتقي [email protected]