لأول مرة أشاهد الهلال الكيان الكبير والفريق المتجلي في هذه الصورة المهزوزة، فالهلال الذي يعرفه أهله أكثر من غيرهم لم يعد كما كان وبات منذ الخروج الآسيوي الأخير بلا هوية ولا لون ولا طعم ولا رائحة في سابقة بتاريخ هذا النادي الكبير . أسال نفسي دائما ويشاركني أصدقائي الهلاليون في ذلك : من أوصل الهلال لهذه المرحلة؟ وكيف سمح أهل البيت الأزرق لنفر من الناس بالتلاعب في كيانهم الكبير ؟ بل السؤال الأهم: كيف أصبح الهلال البيت العامر أشبه بالأرض الخاوية في ظرف يوم وليلة ؟ إنها أسئلة الجروح المؤلمة واستفهامات العزف على الوتر الحساس. الجميل في الهلال اعتراف محبيه بأن الخروج من البطولة الآسيوية تسبب في حالة إحباط غير مسبوقة .. احباط في المدرج ولدى الادارة وفي الملعب ايضا، لكن هذا الجمال لم يكتمل، ففي هذا النادي الجميل لايزال هناك من يكابر ويعتقد انه الأفضل، بينما الواقع يؤكد العكس، ولعل من يقرأ ما بين السطور سيدرك ان الهلال يعاني، بل يعاني كثيرا. الحلول لعودة الهلال كثيرة ، لكن الجرأة في اتخاذها وهي ما سيحسم الأمور ، وان كان أهل الهلال يرغبون في استعادة عافيتهملا أحب المقارنات .. وفي الهلال بالتحديد لا يمكن لأي منصف أن يقارن بين الادارات المتعاقبة على هذا النادي كون عجلة الانجازات تدور بلا توقف وكل رئيس يمر على الهلال يكمل ما بناه من قبله ، لذلك جاءت البطولة تلو الأخرى والانجاز بعد الآخر وتواصلت مرحلة التنمية في هذا النادي الكبير منذ مرحلة التأسيس حتى يومنا هذا حتى أصبح الهلال مضرب مثل لكل الأندية، لكن لو قيمنا أداء الادارة الهلالية الحالية فسوف نجد فارقا واضحا بينها وبين من سبقها .. فارقا في الطموح والأداء والكبرياء .. وفارقا في المنجز والميزانيات المرصودة .. وايضا فارقا في التواضع والتعاطي مع الإعلام، فكل هذه العوامل لم تمنح الادارة الحالية الدرجة الكاملة كما حصدتها الادارات السابقة. الهلال يمتلك أكبر عقد رعاية بالدوري السعودي، وأجزم بأن الادارة الهلالية هي أكثر من ضخت السيولة المالية في صفقاتها المحلية والخارجية، بل وأجزم ايضا بأن ما تم دفعه في الموسمين الماضيين يوازي ما يصرفه نصف أندية الدوري مجتمعة وهذه حقيقة لا يمكن اخفاؤها ، لكن في المقابل لم تتم الاستفادة من كل هذه الملايين المهدرة، فصفقات اللاعبين الأجانب لم تكن على قدر تطلعات الهلاليين وحتى التعاقدات المحلية لم تأت بجديد للهلال، لذلك تبخرت الآمال وخرج الفريق من البطولة الآسيوية. البعض يريد ان يختصر الهلال في أسماء معينة ويحصره في مجموعة بذاتها لتديره على أهوائها وهذا الفكر بالتأكيد لم يعد مقنعا لاحد، فالهلال للجميع وكل الأسماء العظيمة في هذا النادي رحلت وبقي الهلال الكيان ثابتا لم يتغير ، فعرّاب الحضور الهلالي الآسيوي الأمير بندر بن محمد على سبيل المثال ترك النادي وابتعد، ومع ذلك استمرت الانجازات وتوالت الألقاب، وحافظ الهلال على هويته الزرقاء التي لم تتبدل، لذلك من غير المقبول ان يسعى البعض لحصر الزعيم في أسماء معينة. الحلول لعودة الهلال كثيرة ، لكن الجرأة في اتخاذها وهي ما سيحسم الأمور ، وان كان أهل الهلال يرغبون في استعادة عافيتهم، فالعمل على عودة سامي الجابر هو الحل الأفضل والأكثر جرأة لمعالجة ما يحدث الآن، فعودة سامي ستمنح الفريق مزيدا من التوازن، وسيكون الرأي الفني حاضرا وقريبا من أصحاب القرار . أتمنى أن تكون الرسالة وصلت .. وعلى المحبة نلتقي. [email protected]