لم يكن الظهور الاخير للنجم الهلالي ياسر القحطاني عبر (روتانا) مفاجئا لأحد بل ولم يستغرب جميع المتابعين للمشهد الهلالي ان يظهر ياسر بهذا التوقيت بالتحديد ليقول ما قاله ، فمن الواضح ان الادارة الهلالية جربت جميع الحلول لتهدئة الجماهير الغاضبة فلم تنجح ولذلك لم يكن امامها سوى التسلح بنجوم الفايف ستار لامتصاص غضب الجمهور عقب الخروج من البطولة الآسيوية ، وعلى هذا الاساس ظهر ياسر في هذا التوقيت الحرج . لكل فعل ردة فعل .. والغضب الهلالي الكبير لم يكن ليصل الى هذه المرحلة لولا ان هناك اسبابا جوهرية خلّفت هذا الهيجان في المدرج الهلالي . فالادارة الهلالية اكثرت من الوعود منذ الخروج الآسيوي في الموسم الماضي ووضعت البطولة الآسيوية لهذا الموسم هدفا رئيسيا لها في الوقت الذي لم تبادر فيه لتأمين متطلبات هذه البطولة وتوفير مهرها ولذلك تم تشتت الامور واصبحت الفوضى الادارية والفنية هي من تسيطر على الفريق الهلالي حتى غادر آسيا بمرارة . ياسر القحطاني خرج وكأنه يقول (انا لها) وفعلا كان لها .. بعد ان استطاع ان يحول احزان الكثير من الهلاليين الى تفاؤل و(أمانٍ) بمستقبل افضل للفريق الازرقاتصور لو لم تكثر الادارة الهلالية من (الكلام) لما جاءت ردة الفعل الجماهيرية والاعلامية بالصورة التي شاهدها الجميع ، فالخروج الآسيوي ليس بجديد على الفريق الهلالي ، بل سبق للهلال وان اخفق في السنوات القليلة الماضية حاله كحال معظم فرق آسيا ، ولكن الغضب الهلالي جاء بسبب الوعود الكثيرة التي اطلقتها الادارة وعدم التزامها بتوفير ما يحقق هذه الوعود على جميع الاصعدة الفنية والادارية والشرفية ولذلك سجل الغضب الجماهيري الهلالي اعلى مستوياته . رئيس نادي الهلال الامير عبدالرحمن بن مساعد لم يكن موفقا في البيان الصحفي (الفارغ) الذي اصدره الاسبوع الماضي فبيان سمو الرئيس كان عبارة عن استرجاع لتاريخ الهلال الذهبي دون التطرق للاسباب الحقيقية وراء هذا الاخفاق او حتى وضع خطة واضحة للمستقبل القريب ، وعندما اصف البيان (بالفارغ) فانني ابني هذا الرأي على المعلومات القديمة التي احتواها البيان والتي يحفظها الجمهور الهلالي عن ظهر قلب . مشكلة الهلال لم تكن ذات يوم في نجومه ولا في تاريخه ولا في حاضره ولا مستقبله ولا حتى باداراته المتعاقبة واعضاء شرفه فكل السنوات الطويلة الماضية كانت مليئة بالذهب والانجازات والحضور الآسيوي المشرف ، ولكن مشكلة الهلال اليوم في خطابه الإعلامي واللغة الجديدة التي لم يعتد الهلاليون عليها ، فمن يتحدثون باسم الهلال اليوم يسيئون اليه من دون ان يشعروا بذلك والتبرير الاعلامي للاخفاق لم يعد يبنى على العقل والمنطق كما كان في السابق وانما يخرج كردة فعل غاضبة والتي لا يمكن ان تصنف كخطاب اعلامي متزن . اعود لياسر القحطاني وظهوره الاخير عبر روتانا .. فالنجم الجماهيري الكبير خرج ليسوق مجموعة من التبريرات عن الادارة الهلالية وكأن هناك من دفعه لهذا الظهور كي يدافع ، ولعل من دفع ياسر لهذا الظهور وفي هذا التوقيت بالتحديد استغل حب الجمهور الهلالي لهذا اللاعب وتأثيره على الجميع . ياسر القحطاني خرج وكأنه يقول (انا لها) وفعلا كان لها .. بعد ان استطاع ان يحول احزان الكثير من الهلاليين الى تفاؤل و(أمانٍ) بمستقبل افضل للفريق الازرق ، ولعل ساعة ونصف على الهواء قد تكون قادرة على توحيد الصف الهلالي لعودة هذا الفريق بطلا للقارة الآسيوية حتى وان كان بالفعل هو زعيم البطولات الآسيوية بلغة الارقام وليس بلغة البيان الفارغ . وعلى المحبة نلتقي .. @f_alshoshan [email protected]