يدخل الأهلي النهائي الآسيوي وهو محمل بأمنيات الوطن التي تريد أن يتم مسح أحزانها الرياضية الماضية ، حيث يحاول الأهلي المتطور أخيراً بعد الاستقرار الفني الذي عاشه الفريق خلال السنوات الثلاث الماضية أن ينافس على اللقب وتحقيق الأماني التي لازمته في السنوات الماضية ، الأهلي خلال منافسات البطولة قدم مستويات كبيرة أجبرت جميع الأندية على احترامه ، رغم ما حصل له من تذبذب في المستوى إلا انه كان يخرج من المباراة بما يريد . مشوار الأهلي نحو النهائي لعب الأهلي في مجموعة كانت تُسمى ب(متوسطة القوة) وقدم مستويات من خلالها ممتازة ، رغم ما واجهه من صعوبة وخسارة في مباراة الافتتاح أمام (لخويا القطري) إلا أنه واصل مشواره دون إحباط وتعادل إيجابيا في ثاني مواجهاته أمام (سباهان الإيراني) رغم البداية المتعثرة إلا أن الفريق كان لديه إصرار كبير بالتأهل واستطاع أن يحقق 10 نقاط ويحل ثانياً عن المجموعة . وفي دور ال(16) أوقعت القرعة الأهلي في مواجهة الجزيرة الإماراتي على أرض الأخير حيث لعبا مباراة ماراثونية وصلت إلى ركلات الترجيح ، بعد أن انتهت المباراة بالتعادل بثلاثة أهداف لكل منهما ، ونجح الأهلي في ركلات الترجيح (4-2) ، وقد كانت المباراة من أفضل المواجهات التي تمت في دور (16) . وأوقعت قرعة دور ربع النهائي الأهلي في مواجهة سباهان مجدداً ، حيث لعب الفريق وقتها مباراة سباهان ذهاباً في إيران وانتهت بالتعادل السلبي حيث أضاع الفريقان الكثير من الفرص لم تترجم إلى أهداف ، وفي لقاء الإياب أبى الأهلي إلا أن تنتهي المباراة بنتيجة يعوض من خلالها ما أضاعه في الذهاب ، وانتصر برباعية مقابل هدف وحيد تناوب على تسجيلها كل من فيكتور وعماد الحوسني هدفين واختتمها عبدالكريم الجيزاوي بهدف نال إعجاب الكثير . وتواصلت الإثارة مجدداً بعد أن أوقعت قرعة نصف النهائي ، الأهلي في مواجهة غريمه التقليدي الاتحاد ، ولعبا مباراة الذهاب واستطاع الاتحاد أن يصعب المهمة على الأهلي بفوزه بهدف وحيد لمهاجمه نايف هزازي وفي مواجهة الإياب استشعر لاعبو الأهلي خطر المواجهة وخرجوا من عنق الزجاجة بهدفين مقابل لا شيء لكل من معتز الموسى وفيكتور سيموس . جاروليم لعب بتوازن كبير وأعطى الفرصة للشباب للتألقوهكذا كان مشوار الأهلي مليئا بالمصاعب التي لم تجعل طريقه مفروشاً بالورد إلى النهائي . توازن وعقلانية جاروليم من خلال مباريات الأهلي كان الطابع الفني يغلب عليه التوازن الكامل واللعب على الإمكانيات الفنية التي يمتلكها لاعبوه ، وكان منحى جاروليم التكتيك الذي يرى أن لاعبيه يستطيعون من خلاله تقديم أفضل المستويات ، وكان لديه توازن في توزيع مجهود اللاعبين على مجريات المباريات ، ويحسب له أيضاً منح اللاعبين الشباب فرص المشاركة ، وكانت مشاركة مازن بصاص وياسر الفهمي في المنافسة الآسيوية دليلا على أن الفريق يمشي على طريقة إعطاء الفرصة لمن يستحق فقط . الروح والعزيمة السلاح الفتّاك مباريات الأهلي في البطولة الآسيوية كان الطابع على اللاعبين الروح والإصرار والعزيمة ، حيث استطاعوا من خلالها تحقيق طموحات جماهيرهم ، ولم يكن لديهم تخاذل أو إتكالية في المباريات ، والمتابع الجيد للمباريات يجد أن الأهلي يتأخر بأكثر من هدف ويستطيع العودة للمباراة في أي وقت، اللاعبون كان شعارهم الروح وخدمة الكيان بكل ما يملكون . ولم يتهاونوا في تقديم المستويات التي شرفت الكرة السعودية من خلال القارة الآسيوية . ولكي يصبح البدر مكتملاً تبقى العودة باللقب من الأراضي الكورية .
وقفة المجانين سر انتصارات الفريق في الداخل والخارج الجماهير سر التأهل الجماهير الأهلاوية كانت لها مواقف إيجابية مع فريقها لم تدع الفريق ينافس وحيداً ، بل وقفت مع الفريق داخل الديار وخارجها ، وكان لتلك المؤازرة الأثر الكبير في نفوس اللاعبين الذي فجر طاقتهم وانعكس ذلك إيجابياً على مستويات الفريق ، وجماهير الأهلي الذين أُطلق عليهم (المجانين) كانوا متواجدين مع الفريق في كل مكان ، مما يجعل اللاعبين يبذلون قصارى جهدهم لاهداء اللقب للجماهير الاهلاوية .