بدأ رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبد الرحمن بن عبد العزيز الهزاع، السبت الماضي، مهام عمله الجديدة، وذلك بمباشرة أجندة ضخمة لانتقال جهازي التلفزيون والإذاعة السعوديين إلى نظام الهيئة الذي أقره مجلس الوزراء أخيراً. وقد بادر الهزاع إلى عقد اجتماع عاجل ومطول مع قيادات التلفزيون والإذاعة، واستمر الاجتماع الذي عقد بمكتب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، قرابة خمس ساعات. وذكر مصدر في وزارة الثقافة والإعلام، أن رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون اعتبر الاجتماع تشاوريا لمناقشة والتعرف على ما لدى مدراء الإذاعة والقنوات التلفزيونية، كما استمع إلى رؤاهم وأفكارهم. وتبقى الأسئلة التي تفرض نفسها على منسوبي هذا الجهاز العتيق، مدى القدرة على تفعيل دور الهيئة خلال أسبوعين تقريبا أي مع مطلع السنة الهجرية الجديد 1434ه. وبحسب المصدر، طلب الهزاع من زملائه القدامي الاستمرار في تأدية عملهم كما هو معتاد، حتى يكون هناك ترتيبات مكتوبة بهذا الشأن، متوقعا أن يواصل الهزاع عقد اجتماعات مطولة مع كل أقسام العمل التلفزيوني والإذاعي، حيث عقد أمس اجتماعا مع الشؤون الفنية، لمناقشة دور هذا القطاع مع التنظيم الجديد، وعملية انتقاله إلى نظام الهيئة بسر وسهولة، وأن لا يتأثر العمل بأي تبعيات للانتقال. وتشهد أروقة التلفزيون والإذاعة أحاديث متضاربة عن كيفية التحويل واختلافه عن الواقع الحالي للموظفين وأعمالهم، علماً أن الهزاع سبق وصرح أثناء استضافته في (ملتقى إعلامي الرياض)، بأنه لن يقبل باستمرار أوضاع الأجهزة الإعلامية للوزارة كما هي، وأن الأمر لن يقتصر على تغيير اللوحة الخارجية للمبني من وزارة إلى هيئة، مؤكدا أن توجيه المقام السامي واضح بهذا الشأن، وأن الإرادة العليا تطمح إلى رؤية إعلام احترافي مميز يتوافق مع روح المرحلة ويلبي متطلبات الجمهور السعودي وقادر على تحقيق شيء من الرضا الإعلامي. وقد تواجه الهيئة الجديدة (تركة) ثقيلة من الموظفين القدماء وأيضا من الموظفين ضعيفي التأهيل والإمكانيات الإعلامية، حيث تعد الوزارة من أضخم وزارات الدولة في عدد الموظفين إذ يبلغون الآلاف ولها فروع كثيرة بعضها يقتصر على مركز بث أو مراسالات في مناطق صغيرة. من جانبهم، ذكر بعض الموظفين القدماء ل (اليوم)، أنهم يفضلون الحصول على (الشيك الذهبي)، والترجل من العمل الإعلامي بعد أن أمضوا جل عمرهم الوظيفي في هذه المهنة، خاصة وأنهم غير مرغوب فيهم ولن يستفاد من خبراتهم. وقال (عبدالعزيز): إنه عاصر هذه الوزارة من وقت كانت في مبان مؤقتة، وأنه يفتقد الرغبة في تقديم المزيد من العطاء، خاصة أنه لم ينصف في المستقبل ومضى الزمن دون تحقيق ما يطمح إليه. فيما ذكر (حمد) أن العمل الإعلامي مرهق جدا، ولم يعد عمره يساعده على الركض فيه، لذلك يفضل الفوز بمكافأة جيدة ليختار الراحة. على النقيض، تعيش شريحة الشباب العاملين في الجهازين حالا متناقضة بين التفاؤل والخوف، من المستقبل مع الهيئة نتيجة عدم وضوح الرؤية عنها حتى الآن وتضارب المعلومات بشأن نظامها. وأكد (خالد) أنه يترقب الهيئة حتى يأخذ فرصته ويتحرر من الحرس القديم والروتين الحكومي البطيء. وأضاف إنه يثق في قدراته وتأهيله، ولكن لم يحظ بفرصته بشكل عادل، وأنه متفائل مع مقدم الهيئة. أما زميله (عبدالله) فكان متخوفاً لأنه يحمل شهادة الثانوي فقط، وأن الحديث عن الهيئة العناصر التي تتناسب معها، يشعر بالقلق من المستقبل، وما سيكتنف دوره وطبيعة عمله في المستقبل. يذكر أن مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل فترة من الزمن، قد وافق على تحويل نشاط الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة تسمى «هيئة الإذاعة والتلفزيون» وتحويل وكالة الأنباء السعودية إلى هيئة عامة تسمى «وكالة الأنباء السعودية» وترتبط هاتان الهيئتان إداريًا بوزير الثقافة والإعلام ويكون لهما مجلس إدارة يرأسه وزير الثقافة والإعلام ويضم في عضويته ممثلين من عدد من الجهات الحكومية واثنين من أصحاب الرأي والخبرة يعينان بقرار من مجلس الوزراء، وتتمتع بميزانية سنوية مستقلة تصدر بمرسوم ملكي وفقاً لترتيبات إصدار الميزانية العامة للدولة. من جهة أخرى، بدأت وزارة الثقافة والإعلام السعودية، تبحث عن مقر جديد لها ليضم مكتب الوزير ووكلائه والإدارات التي ستبقي تابعة للوزارة، استعداداً للانفصال الكلي عن هيئة التلفزيون والإذاعة . وأشارت مصادر إلى أن الوزارة تفضل أن تجد مكاناً مناسبا في الجهة الشمالية من العاصمة الرياض، وتبتعد قليلا عن وسط الرياض ولو قليلاً، ليكون مقراً لعمل الوزير ونائبيه وأيضا وكلاءه، وجهاز الوزارة لشؤون الموظفين والإدارات المساندة مثل المالية وبعض من الفنية، وذلك بعد أمضوا نحو 30 سنة في هذا المبنى من لحظة تدشينه.