منذ أن صدرت الموافقة السامية على إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون بعد طول انتظار، مابرح الوسط الإعلامي يتداول الأسئلة عن كنه الهيئة ونظامها؟ وهل سنكون موظفين رسميين أحسن حالا من ذي قبل ماديا ومعنويا؟ حاضرا ومستقبلا؟ وهي بطبيعة الحال أسئلة مشروعة جدا في ضوء الظلم الوظيفي الذي لحق بكثير من الكوادر الفنية والإعلامية في الإذاعة والتلفزيون ممن أمضوا سنوات طويلة إذا ماقورنوا بزملاء آخرين تخرجوا معهم من نفس الجامعة وفي ذات العام وتقدموهم بعديد المراتب الإدارية الوظيفية في قطاع حكومي آخر. بالرغم من الطبيعة الخاصة للعمل الإذاعي والتلفزيوني التي لا تعرف دواما محددا أو توقيتا ثابتا لإجازة أسبوعية أو عادية. وما تشير إليه الأخبار هذه الأيام أن المسئولين في وزارة الثقافة والإعلام في اجتماعات متواصلة فيما بينهم ومع هيئة الخبراء لترتيب الأوضاع والتهيئة للانتقال من تبعية الوزارة إلى الهيئة والتي حددت بستة أشهر. وهناك تكهنات تطرح في هذا السياق حول شخصية رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون القادم هل سيكون من كوادر الوزارة؟ أم سيأتي من خارجها وكل يبرر لوجهة نظره عارضا الإيجابيات والسلبيات في كلتا الحالتين. ما يعنيني (بل مايعنينا) في التلفزيون أيا تكن الشخصية القادمة بالمرتبة الممتازة، هو الوقوف الحقيقي على الواقع وتشخيصه بشكل عاجل والسعي حثيثا لتجاوز إشكالياته لاسيما أنه يتمتع كما هو مفترض بصلاحيات مالية وإدارية تساعده في اتخاذ القرار الصائب في التوقيت المناسب. مانتمناه جميعا على الرئيس القادم لهيئة الإذاعة والتلفزيون مايلي: 1 - أن يخشى الله في وظيفته وفي موظفي الجهاز ، وأن تكون الأولوية لديه للوطن بكل مكوناته (لا يعرف زيد ولا عبيد). 2 - أن تكون الكفاءة في التعيينات في الجهاز هي المعيار الأساس دون التأثر بالوضع السابق (وضع الوزارة) وعجزها الكامل طوال عقود عن توفير عناصر شابة كصف ثان في الإدارة العليا، وأن لا يكون العمر هو المقياس في الكفاءة. 3 - أن يفوض رئيس الهيئة القادم بعض صلاحياته المالية والإدارية لمدراء العموم والقنوات حسب نظام يتفق عليه، رغبة في تسريع العمل واتخاذ القرارات فيما يخص الانتدابات الداخلية والخارجية. 4 - أن يعتني الرئيس بالتدريب على رأس العمل لكل موظفي الجهاز، وأن يتم التدريب وفق خطط مدروسة. 5 - أخيرا أن تكون لدى الرئيس القادم لهيئة الإذاعة والتلفزيون القوة والقدرة. على مقاومة كل الضغوط التي ستمارس عليه حتما من داخل الوزارة ومن خارجها للخروج به من دائرة قناعاته وأفكاره إلى وضع لانريده جميعا سائلين الله له التوفيق آيا يكن. أجاء من داخل الوزارة أومن خارجها. وسيكون حكمنا عليه هل يعرف زيد وعبيد أم لا يعرفهما؟ كبير مذيعين - ومستشار برنامج صباح السعودية