تباينت ردود أفعال صادرة من بعض الطلبة الذين مازالوا يدرسون في المرحلة الثانوية حول استطلاع قام به مرشد طلابي بإحدى المدارس بالاحساء إلى أن غياب الشخص المؤثر في شخصية هؤلاء الطلبة الذين يعتبرون بالنسبة لهم القدوة تتم استشارته في بعض القرارات التي يجدون فيها صعوبة في حسمها، الكثير منهم يتجه لشخصيات وأسماء مشهورة مثل بعض الفنانين واللاعبين ليجعلوها بالنسبة لهم القدوة في هذه الحياة، وقد أوضح المرشد الطلابي علي اليامي الذي قام بهذا الاستطلاع والذي شارك فيه أكثر من 300 طالب أن 90 بالمائة من هؤلاء الطلاب يرون أن الآباء والمعلمين لم يعودوا الشخصيات التي يقتدون بها هذه الأيام، كذلك تبين أن هناك 33.6 بالمائة من نسبة هؤلاء الطلاب رأوا أن المعلمين في وقتنا الحالي غير صالحين لمهنة التدريس خاصة في المدارس الثانوية، لعدم تفهمهم كيفية التعامل مع الطالب في مرحلة المراهقة التي غالبا يعيشها طلاب المرحلة الثانوية، ولعل السبب هو تقارب أعمار الطلبة مع بعض المعلمين ما يجعل ذلك سببا مؤثرا في تعالي بعض المعلمين على الطلبة، وأشار اليامي» إلى أن أكثر من 60.44بالمائة من الطلبة الذين شاركوا في الاستطلاع أوضحوا أن النظام الجديد المتبع في المدارس، مع عدم وجود المعلم الكفء الذي يربي ويعلم في نفس الوقت، بالإضافة إلى غياب الأنشطة الطلابية أللاصفية جعلت المدارس أماكن طاردة للطلاب، بحيث أصبحت هذه المدارس في نظر الطلبة بأنها سجن يقيد حريته. وبين اليامي» أن هناك ما يقارب 53 بالمائة من الطلبة يمارسون العنف اللفظي سواء تجاه المعلم أو المعلم تجاه الطالب تتمثل في عدم الرد الحسن من قبل الطالب، وكثرة التهديدات وإطلاق بعض الألفاظ القاسية من قبل المعلم على اسمع بعض الطلاب، كذلك فيما يخص نظرة الطلاب إلى المرشدين الطلابيين في المدارس ودورهم، فقال اليامي: « تبين أن هناك 48 بالمائة يرون أن المرشد الطلابي أشبه ما يكون بمسكن مثل أقراص « البندول « التي تخفف الألم لفترة زمنية قصيرة، لكن لا تقضي عليه بتاتاً، وأضاف اليامي» أن هذه النظرة التي تركزت في أذهان الطلاب جاءت من عدم تفهم الكثير من إدارات المدارس دور المرشد الحقيقي والسبب في ذلك هو زج الكثير من المرشدين للقيام بالأعمال الإدارية داخل المدرسة حتى أصبح دوره أشبه ما يكون بكاتب وليس بمرشد طلابي ما أدى إلى بعده عن مشاكل الطلاب التي تحصل خاصة أن الكثير من الطلبة ممن تواجههم قضايا مازالوا يلجأون للمرشد في حلها، وبين اليامي أن الكثير من مرشدي الطلاب بالمدارس يطالبون إدارة التوجيه والإرشاد التربوي في وزارة التربية والتعليم بضرورة إعادة النظر في دور المرشد الحقيقي من حيث ما يقدمه من توجيه ونصائح تخدم الرسالة التربوية المنوطة بها، على اعتبار أن ذلك سوف يسهم في القيام بواجبه بكل نجاح واقتدار.