لن أذكر اسم محل الأيسكريم المشهور المعروف الذي يتوفر لديه الأيسكريم بعشرات النكهات، وأقول إني لا أعرف الوكيل لكني أجد نفسي راغباً أن أتقدم له بالشكر على توظيف الكثير من المواطنين الشباب لكي يعملوا! كانت بداية المفاجأة السارة قبل أسابيع عندما دخلت أحد محلات الأيسكريم الآنف ذكره، وأقر لكم أني من محبي الروب المثلج، ووجدت قبالي بائعين شبابا .. ملامحهم من تربة هذه الأرض الغالية، لكن قررت أن اتحدث بالانجليزية بعد السلام.. وإذا بأحدهم يرد السلام بلهجة محببة للنفس.. وأردف قائلاً: قرأت مقالك اليوم، كان عن السعودة. سررت باهتمامات الشاب، فسألته عن زميليه الآخرين فأخبرني أنهما مواطنان كذلك. بعدها بليلة اشتريت بعض الأيسكرم من فرع آخر، فكما أسررت لكم شغفي بالروب المثلج من منطلق أنه أقل في السعرات الحرارية، كذلك وجدت سعوديين يعملون في الفرع يستقبلون الزبائن ويلبون طلباتهم من الأيسكريم بمهارة وحرص. لماذا لا تقتدي جميع محلات بيع التجزئة بمحلات بيع الأيسكريم التي ذكرت أنفاً؟! ليس هناك معجزة بل هناك من لا يريد أن يدفع أجراً منصفاً للمواطنينما الصعوبة أن ينتقل ذات الحماس لمحلات بيع الأطعمة السريعة مثلاً؟ ولماذا لا توطن وظائف الباعة هناك بطلبة الثانوية والجامعات؟ لماذا علينا أن نحشو البلد حشواً باستقدام اشخاص لا يمتلكون مهارات؟ أدرك أننا تحدثنا كثيراً عن موضوع توظيف السعوديين، لكن ليس بالقدر الكافي لوقف نزيف «اختطاف» الفرص الوظيفية من أفواه وجيوب شبابنا لصالح أشخاص يبحثون فقط عن الريع المتمثل في استقدام أشخاص والتكسب من اطلاقهم في سوق العمل وتحصيل أتوات شهرية أو سنوية منهم!، وإلا لماذا لا تقتدي جميع محلات بيع التجزئة بمحلات بيع الأيسكريم التي ذكرت أنفاً؟! ليس هناك معجزة بل هناك من لا يريد أن يدفع أجراً منصفاً للمواطنين، وهناك من يريد ان ينفخ جيوبه بالفارق بين أجر المواطن وأجر الوافد.. ويحدث نفسه أن الفارق هو ربح نتيجة لتدبيره وحذقه في دنيا المال والأعمال. وجهة نظر أخرى: أن التذاكي على التنظيمات والتقنينات ليس ربحاً حقيقياً بل خداعاً وتحلقاً والتفافاً حول نظم وقوانين ولوائح كان الأجدر بنا جميعاً أن نتبعها نصاً وروحاً.. لا أن نصنع منها فرصاً ومشاريع للتكسب بالاستقطاع من عرق الآخرين وليس من توليد قيمة مضافة لاقتصاد بلدنا، وعدم الاكتراث بأن الاقتصاد الوطني لا قبل له باستيعاب كل من نستقدم. فلم لا نحمي فرص العمل من التصدير كحمايتنا للاسمنت والمشتقات النفطية فلا يستقدم أحد الا في حدود الحاجة الضرورية والملحة والماسة؟ وأعود لصلب الموضوع لأقول لكم: لا يفوتكم الروب المثلج!. توتير: @ihsanbuhulaiga