أقامت المنظمات الشبابية والطالبية في قوى 14 آذار وهيئات المجتمع المدني والمستقلين تجمعًا شكّلوا من خلاله سلسلة بشرية من ساحة الشهداء حتى ساحة رياض الصلح، مرددين شعارات تطالب بإسقاط الحكومة وبطرد السفير السوري. كما شدّدت الكلمات التي ألقاها رؤساء المصالح الشبابية والطلابية في الأحزاب والتيارات المشاركة على استمرار الاعتصام السلمي حتى رحيل الحكومة، مطالبين ببناء دولة قوية تؤمن بالسيادة والحرية والديموقراطية والاستقلال. وكان لافتًا التركيز على سلاح «حزب الله» أو «سلاح ولاية الفقيه» الذي يسيطر على الساحة اللبنانية، معتبرين ان مقاومة «حزب الله» هي مقاومة ضد دولة القانون والمؤسسات. وأمّت «مخيم اللواء الشهيد وسام الحسن» أمام منزل رئيس الحكومة في طرابلس، قيادات سياسية ونيابية وشخصيات ووفود شعبية لتقديم التعازي باللواء الشهيد بعد أسبوع على استشهاده. ولفت حجم المشاركة من المناطق اللبنانية كافة وبخاصة من مناطق الشمال. ورفعت الوفود كما المشاركون الأعلام اللبنانية، فيما وقع عدد كبير من الحضور على العلم اللبناني تحت عبارة: «نجيب ميقاتي.. فلّ». أشارت «صندي تلغراف» إلى أن «بعض أعضاء حزب الله، بما في ذلك رجال الدين، يخشون من أن يقود دعمهم لنظام الأسد إلى جرهم لمواجهة خطيرة مع العرب السنة في لبنان وسوريا، ويرون أن وقف دعمهم له بات يشكّل مسألة عاجلة الآن لصياغة علاقة جديدة مع مَن يتولى السلطة في سوريا المقبلة». التحقيقات وتواصلت التحقيقات في جريمة اغتيال وسام الحسن، واعلن مدعي عام التمييز حاتم ماضي ان «فريق ال»FBI» الذي شارك في التحقيقات انهى عمله في مكان جريمة الأشرفية وهو يقوم بوضع تقرير معلل عن الحادثة». جعجع وفي سياق متصل بتداعيات جريمة اغتيال اللواء الحسن، رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان «اسقاط الحكومة لن يوقف الاغتيالات ولكن إسقاطها ليس إلا إشارة انطلاق للمسيرة الطويلة التي من المفترض أن تؤدي الى وقف الاغتيالات وعمل المجرمين». وقال في كلمة عبر «سكايب» عرضت في العشاء السنوي ل»القوات» في ملبورن - استراليا: «فريق 8 آذار هو المسؤول بشكل مباشر أو غير مباشر عن كل عمليات الاغتيال التي تحصل»، وقال: «يجب على الإنسان أن يقول كفى في وجه آلة القتل». تسهيل الاغتيالات وأشار الى ان «الفريق الآخر كان يطالب بحجب داتا الاتصالات لتسهيل مهمة منفذي الاغتيالات والاعمال الإجرامية، ومن ثم يسأل: أين هي الوحدة الوطنية؟ يا إخوان، عن أي وحدة تتكلمون حين يكون هناك ناس تَقتل وناس تُقتل، أهكذا تكون الوحدة الوطنية؟». وقال: «لا أخفيكم أننا في وضع مختلف واستثنائي، فما حصل من اغتيال للواء وسام الحسن ليس حادثًا عابرًا، لم نترك شيئًا إلا وفعلناه منذ عام 2005 حتى اليوم من أجل تحسين الحياة السياسية وتقوية الدولة، بينما الفريق الآخر لم يترك شيئًا إلا وفعله لعرقلة الحياة السياسية وتعطيل قيام الدولة.. منذ عام 2005 الى الآن لم يستطع هذا الفريق تغيير معادلة إلا باستعمال القوة والاغتيالات ..هذه المرة سنقول لهم بالصوت العالي إنهم مجرمون وينفذون عمليات الاغتيال». حكومة باقية في المقابل اكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض ان «هذه الحكومة باقية ومستمرة وهي افضل الممكن ولا بديل عنها»، معتبرًا خلال احتفال تأبيني في بلدة العديسة - قضاء مرجعيون ان «الأولوية هي حماية الاستقرار على المستوى الداخلي، وليس صحيحًا ان هذه الحكومة اخفقت في دورها هذا». وقال خلال تهنئة مشايخ البياضة بعيد الاضحى: «من واجبنا إلى جانب حماية الاستقرار، حماية المسار الانتخابي». في غضون ذلك ذكرت صحيفة «صندي تلغراف» الأحد أنها حصلت على معلومات «تفيد بأن نقاشات سرية تدور داخل صفوف حزب الله حول ما إذا كان الوقت حان للتوقف عن دعم نظام الأسد، جراء تنامي الشكوك بشأن قدرته على الاستمرار وبدء الحرب الأهلية في سوريا بالانتقال إلى لبنان». وأشارت إلى أن «بعض أعضاء حزب الله، بما في ذلك رجال الدين، يخشون من أن يقود دعمهم لنظام الأسد إلى جرهم لمواجهة خطيرة مع العرب السنة في لبنان وسوريا، ويرون أن وقف دعمهم له بات يشكل مسألة عاجلة الآن لصياغة علاقة جديدة مع من يتولى السلطة في سوريا المقبلة». وقالت «صندي تلغراف» إن المؤشر الأكثر وضوحًا على هذا التحرك كان إلغاء مؤتمر حزب الله الذي يُعقد عادة كل ثلاث سنوات لأسباب أمنية، بحسب التفسير الرسمي، لكن سياسيًا شيعيًا من عائلة سياسية هامة، لم تكشف عن هويته، قال إن حزب الله «غير قادر على عقد مؤتمره جراء خشيته من الفشل في الاتفاق على سوريا». وأضافت انه تردّد ان الخلافات أقوى بين أعضاء حزب الله المدنيين، الذين هم أكثر ميلًا لصالح قطع الروابط مع دمشق، وبين جناحهم العسكري القوي الذي تمّ تدريبه وتلقينه على يد إيران ولا يزال مواليًا بقوة للنظام السوري.