تسافر بي الكلمات على رحاب الشوق وتتوق نفسي لعناق الحرف تنتشي لحظاتي وذكريات تملؤني بكم , ربما طال غيابي، لكني أتيت أحملكم في سويدائي أناجيكم كلما أضناني الشجن وارتحلت مخيلتي بعيدا قريبا لأدنو تحت ظلالكم أتفيأ نسمات الأنس, مضى العيد بروحانيته وعبقه. مضى بأغاريده وأمانيه, فكل عام وأنتم أجمل. جئتكم أمد يميني لمصافحتكم أُقبل عليكم برهبة الغياب وهاجس الترحال لا أعرف من أين أبدأ ولا إلى أين انتهي، لكني محملةٌ بالكثير عسى أن يكون القادم أفضل, فحسن ظننا بالله طريق النجاة وهو السبيل الموصل إلى الخير , أميل إلى هذا المعنى وأقف بجانبه وأدعو الأدباء من شعراء وكتاب الى أن يلتفتوا إلى الواقع وينزلوا إلى الأرض فلم تعد الأبراج العاجية سارية المفعول. فما يمر به العالم من تغيرات ونكبات يحتم علينا عقد عدة جلسات مع النفس والتفكر فيما يجري، فالحوادث والاهتزازات ليست محض صدفة ولا أقدار نعلقها على عبارة ( قدر الله وما شاء فعل ) وحسب، بل هي آيات للمعتبرين والمتفكرين ودلائل للمضي نحو التغير قبل فوات الأوان. إن ما يعانيه العالم من أزمات طالت الشعوب يتطلب استنفارا وحماسا بكل الوسائل، وكان الشعر سلاح العرب، وقد احتل شعر الحماسة الصدارة في الشعر العربي، وأذكر أن المعنى اللغوي للحماسة مرادف لمعنى الشجاعة والشدة ويدخل في معناها ما يقترن بذلك من معاني القوة وإثارة النخوة والتغني بصفات المروءة, وعند المؤلفين العرب القدامى، إضافة إلى ما ذكر كل المعاني التي تثير الحمية أو العاطفة في نفس الإنسان وتدفعه إلى الأعمال الجليلة حتى وإن كانت في غير ساحة الحرب، وأنا أميل إلى هذا المعنى وأقف بجانبه وأدعو الأدباء من شعراء وكتاب الى أن يلتفتوا إلى الواقع وينزلوا إلى الأرض فلم تعد الأبراج العاجية سارية المفعول ولا الأخيلة الوردية مجدية في المحن لا قصائد الغزل والحب تشفع, نحتاج الى صحوة، فالضمير الحي هو السلاح. لانريد حروبا كفانا صراعات وانقسامات، فالتغيير ليس بالعنف، بل بالموازنة والحكمة النافعة غير المضللة ولا الهادمة.